جوجو ابو طبول يهودي عربي مقدم برنامج في الإذاعة الرسمية الإسرائيلية كل يوم بعد نشرة منتصف الليل وحتى الساعة الثانية فجراً ، طبيعةُ برنامجه إستضافةِ أكثر من ضيف للحديثِ في أمور الساعة ، والحصة الأكبر تُعطى للمتصلين لإبداءِ آرائهم .
لا يُخفي أبو طبول إنتمائه السياسي لليكود ولا يخفي إعجابه وتأييده الشديدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مِثلَهُ كمثل معظم اليهود العرب الذين يتموضعون في يمين الخارطة السياسية ويقفون دائماً الى جانبِ القوي في مشهدٍ إنبطاحيٍ واستجدائي رغم أنهم مواطنون من المفترضِ أن يتساوون مع اليهود الأشكيناز لكنهم أقنعوا أنفسهم بالإكتفاء بما يُلقى لهم ويجتهدونَ ذاتياً بعدم التفكير بمناصب عليا مثل منصب رئيس الوزراء.
ابو طبول ذا الأصول المغربية تشهدُ له بذلك لكنته اللغوية وملامحهِ العربية ، يسعى من خلال برامجه الى إظهار مواقفه اليمينية وكأنه يُثبتُ يومياً ولائهُ لإسرائيل رغم بلوغهِ من العُمرِ عِتِيا.
الرَجُل لم يُنهِ دراستهِ المدرسية وبطبيعة الحال لم يلتحق لا بكليةٍ أو جامعة ومع ذلك يتم تعيينهُ ليُقدم برنامجٍ في ساعات الليل المتأخره يبِثُ من خلالهِ أقوالَهُ التي تُعتَبرُ سطحية لا مضامينَ فيها سوى الكلام المبعثر ومهاجمة القيادات العربية.
الليلة الماضية افتتح برنامجه بغضبٍ شديد على الجنرالات الثلاثة بيني غانتس ، غابي اشكينازي ، وموشي يعلون لإستنادهم في تشكيلِ حكومةٍ محتملة وإن كان عمرُها سيكونُ الأقصر في تاريخ اسرائيل على القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة ، هذه القائمة التي تُعتبر هذه الأيام وِفقَ اليمين وغالبيةِ الإسرائيليين القائمة الداعمة للإرهاب والتي تسعى لإبادةِ دولةِ اليهود.
أبو طبول غير المتعلِم يُضيفُ الى الجنرالات الثلاثة أيضاً رئيسي الوزراء السابقين ايهود اولمرط وإيهود براك باعتبارهما من أشد المعارضين لنتنياهو والداعمين لغانتس ، ويصُبُ غضبه عليهما كونهما يؤيدان مَن يسعى للإستعانةِ بالعرب لتشكيلِ حكومته.
ابوطبول يُطَبِلُ ليُرضي البعض ويَضرِب الصحافةَ والإعلام الذي يُستباحُ بهكذا برامج باتت تتغلغل في أكثر من وسيلةٍ إعلامية إسرائيلية .
تطبيلُ ابو طبول يزدادُ حِدةً إذا كان المُشارك في برنامجه يبِث سمومه اليمينية المتطرفة ويُعطيه الحَيِز الكافي للمواصلة وسط تأييدهِ ودعمه ، ويُوَدِع ذلك المشارك المُعتدل اذا تعارَضَ موقفه مع معشوق أبو طبول.
الكاتب/ رئيس حزب كرامة ومساواة
[email protected]
أضف تعليق