الإعلان الرّسمي لمنظمة الصحة العالمية، عن وباء الكورونا، وباءً عالميًّا، جاء في الواقع رسالة إلى قيادات دول العالم، بضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات ووسائل الوقاية لاحتوائه، نظرًا لانتقاله بين البشر بسرعة فائقة، وقرار المسئولين في وزارة الصحّة، بتحديد تحركات المواطنين.
على ما يبدو إنها خطوة أولى من ضمن سلسلة خطوات احترازية قادمة، قد تصل إلى حد إغلاق المدارس والجامعات والمرافق الاقتصادية الحيويّة، بعد إغلاق الأجواء الجويّة بشكل كامل. هذه الأوضاع الخطيرة، وضعت أصحاب القرار أمام تحديين، الأول خسارة اقتصادية، تُقدّر بالمليارات والثاني، إنقاذ حياة البشر بكل الوسائل الصحيّة. في إسرائيل، قيادة الدّولة تحاول السّير في مسارين، وتعاون المواطنين، كان مركّبًا حاسمًا في معادلة الحياة والبقاء.
لا نستطيع التغافل بأن وباء الكورونا، الذي انطلق من مدينة ووهان الصينيّة، قد كشف استعداد دول العالم لمواجهة أوبئة غير متوقّعة، عانى منها العالم في السّابق، وقضى الملايين نَحبَهم، في ظل غياب تطعيمات يتجاوب مفعولها مع أنواع هذه الجراثيم، وقد أثبت العقل البشري أنه قادر على الحد من انتشارها، لكن الثّمن يكون بموت الآلاف على هذا الكوكب الصّغير.
إيطاليا كانت الدولة الثانية في العالم، التي انتشر فيها المرض، ولاقى الكثيرون موتهم، وتحوّلت البلاد إلى اللون الأحمر، وفي فحص للأسباب، تبيّن بأن الاستخفاف بمواجهة الوباء، في مراحله الأولى، يدفع ثمنه هذا البلد الجميل. إن هذا الحال انطبق على أمريكا هذه الدولة العظمى.
لا شك بأن النّظافة الشّخصية والعامة وجودة البيئة يجب أن تكونا متأصلّتين في أبنائنا منذ الصّغَر، ومنهَجَين تربويين يساهمان في تعميقهما، الأهالي والمؤسّسات التربويّة، ولا شكّ بأنّ قضية الصحّة على المستوى المحلي، مُهمَلةً وليس من الصُّدف أن نقرأ بين الحين والآخر، عن موت بعض الأشخاصٍ، نتيجة التقاطهم للجراثيم من المشافي والعيادات الخارجيّة، رغم حرص إدارات المشافي على النّظافة الشّديدة، باستخدام وسائل التعقيم المتوفّرة.
العالم الرّأسمالي يتّجه إلى كسب المال، وأصبحت قيمة الإنسان وقدسية الرّوح، في أسفل أولوياته، ووباء الكورونا على ما يبدو رسالة موجّهة إلى قيادات العالم وأصحاب القرار والعقول القادرة، بأن جودة البيئة هي الحياة، ورأس المال لا يساوى أرقامه، بتغيير معادلة قد تدفع ثمنها ملايين الأرواح.
[email protected]
أضف تعليق