اكد الاستاذ في العلوم السياسيّة والمتخصص في الدراسات المستقبلية، مرزوق الحلبي، انّ هناك امور كثيرة على المشتركة فعلها بعد الانتخابات.

ولم يستبعد الحلبي في حديثه معنا، انّ هناك احتمال لإجراء انتخابات برلمانية رابعة.

وقال الحلبي لـبكرا: ولم تنتهِ السياسة. سيظلّ للانتخابات ذيول في السجال والنقاشات العامة. محاولات للقراءة والتفسير وإدراك معنى النتائج. لكن المهم هو أن تكون للقيادة العربية هنا قراءة تحت الأرقام. أن تقرأ التحولات في المنظومة السياسية وليس في إسرائيل وحدها بل في الإقليم كي تسدّد خُطاها.

وعن الأمور التي يتوجب على المشتركة فعلها، قال: هناك جُملة ضرورات على قيادة المُشتركة أن تأخذ بها: أولا ـ ضرورة توسيع التمثيل من خلال إضافة طبقة جديدة من التمثيل الشعبي للتمثيل الناتج عن عملية الانتخاب. هذا يعني إعادة تنظيم الجماعة الفلسطينية هنا وتحضيرها للمرحلة المقبلة. لا يُمكن مثلا أن تظلّ القائمة المُشتركة بدون مدير عام، مركّز للكتلة البرلمانية، ناطق بلسان، طواقم مهنية متخصصة، هيئة تفكير وتخطيط استراتيجي وسواها من هيئات تُعطي للمشتركة الحجم الذي يليق في واقع يتّسم بالسيولة. ولنتذكّر أن التمويل للكتلة من البرلمان يكفي لتطوير هذه القاعدة. أو لنقلها بشكل آخر ـ هم ملزمون بتخصيص موارد من الموارد العامة لهذه المسائل. تطوير الإرادة السياسية الآن هو المشروع الوطني الذي على المُشتركة أن تدفعه إلى أمام. ثانيا ـ وهذا لا يقلّ أهمية وهو الأساس، تطوير مشروع سياسي جامع يستشرف الآتي ويأخذ بالاعتبار كل التحولات في الدولة وفي الإقليم عامة. مشروع كهذا ينبغي أن ينبني في رأينا على ثابتين ـ الإيمان الذي لا يتزعزع بعدل القضية الفلسطينية بكل ملفّاتها والإيمان بضرورة التأسيس للحياة المشتركة بين الشعبين بين البحر والنهر. يعني ألّا نفقد الأمل لا في هذا ولا في ذاك. وترجمة ذلك إلى إرادة سياسية وفعل سياسي. المشتركة لم تعد فقط ممثلة أقلية ولا ممثلة المجتمع العربي هنا فقط ـ هي ممثلة لليسار وقيم اليسار على كامل مساحة الصراع.

قراءة للنتاج 

وحول قراءته للنتائج، تحدث: صحيح أنه يُمكن قراءة النتائج حسب اصطفاف القوى الحزبية وهي لا تختلف عن نتائج جولتين سابقتين. وعليه ينبغي أن نقرأ في العمق. ما الذي أفضى إلى نتائج متشابهة في ثلاث جولات خلال 11 شهرا فقط؟ في رأيي أن الاصطفاف الحزبي يعكس الواقع الديمغرافي للمجتمع في إسرائيل. وهو غير موزّع بين يهود وعرب فلسطينيين بل هناك توزيعة أكبر داخل المجتمع اليهودي. بين شرقيين وغربيين ومستوطنين ومواطنين. وتحتها توزيعة اقتصادية ـ اجتماعية. فإذا عرفنا كم من المواطنين يقبضون تقدمات أو مخصصات أو أجور من الدولة ـ المنتمون لحزب شاس والمنتمون للأحزاب الدينية المتشددة والمستوطنون ـ هذه ثلاث جماعات مرهونة كلّيا لليمن وأحزابه. هذا جانب لكن هناك جوانب أخرى أبرزها عاملان في العمق: أولا: تنازلت النُخب المهيمنة في إسرائيل عن الفكرة الليبرالية يعني عن ديمقراطيتها الإثنية المحدودة في ألأصل. ثانيا: إنها تنازلت عن فكرة التقسيم وتريد فرض تسوية بدون التفاوض مع الفلسطينيين أو مع أحد. العاملان يُشكلان مجتمعيْن تمدّد الأبرتهايد الإسرائيلي من النهر إلى البحر عبر إلغاء الخط الأخضر. والمجموعة المسيطرة في نظام أبرتهايد تتصرّف وتتحدث وتنتخب بقوة نزعتها إلى السيطرة وإدامة هذه السيطرة. في الخلفية شعور إسرائيلي عام أنهم منتصرون في حساب التاريخ على الفلسطينيين وجميع العرب في الأإقليم وأنهم يُريدون تجسيد فائض قوتهم بفرض السياسدة على كامل فلسطين التاريخية ـ الانتخابات في نتائجها تعكس هذه التحولات في العمق".

وفي ردّه على سؤالنا بخصوص ادخال ايمان ياسين للكنيست وهي محجبة، أجاب: هذا سؤال يسأله الآخر المستشرق الكولونيالي المُستعلي ـ وليس العربي الفلسطيني. إيمان وما تمثّله جزء حي ونابض من مجتمعنا ولا غرابة في أنها جزء من كتلة القائمة المُشتركة في الكنيست.

واختتم حديثه: في السياسة الإسرائيلية سيولة يفرضها انسداد الأفق وهذه السيولة قد تُنتج كل صيغة بما فيها جولة رابعة. لكن علينا أن نتابع بشكل خاص الجهد الذي سيبذله نتياهو كي لا تحصل جولة رابعة يأتي إليها وهو متهم يداوم في قاعات المحاكم مع احتمال فتح ملفّات جديدة ضده. هو سيكون كريما جدا في عروضه على هذه وذاك. كلّ شيء ممكن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]