أجرى موقع " بُـكرا " مقابلة خاصة مع النائب بيني غانتس، رئيس حزب " كاحول لافان " ومرشحه لرئاسة الحكومة، على مشارف الانتخابات للكنيست الثالثة والعشرين- تناولت مختلف القضايا التي تهم بالأساس جمهور الناخبين العرب.

واستهل غانتس المقابلة بالتصريح بأنه ليس قلقًا من التراجع بعدد مقاعد حزبه لصالح حزب الليكود حسب الاستطلاعات، ومن التحقيقات حول شركة " همماد هحميشي " ( التي كان يرئس مجلس إدارتها )، وحول قضية رفيقه النائب غابي أشكنازي، لكونه واثقًا من استقامته ونظافة يده وبراءة رفيقه أشكنازي.

وبالمقابل أبدى غانتس قلقه من الاستطلاعات " لأن هنالك خطرًا كبيرًا في أننا أن لم نفز بالانتخابات لنصبح الحزب الأكبر بفارق كبير عن الليكود، فسيبقى هذا الحزب حاكمًا وسيبقى نتنياهو رئيسًا للحكومة، وسيحول النظام في إسرائيل من نظام حر وديمقراطي إلى نظام أشبه بنظام الرئيس أردوغان في تركيا، وسيلغي إمكانية تقديمه للمحاكمة ويشرّع قوانين لصالحه ويُضعف الجهاز القضائي" – على حدّ توصيفه.

" شراكة مدنية "

وردًا على سؤال حول مخاوف المواطنين العرب والأحزاب العربية من انعطاف " كاحول لافان " بشكل واضح، أكثر من ذي قبل، نحو اليمين- بدليل استثناء القائمة المشتركة من الاصطفافات الائتلافية لإسقاط نتنياهو واليمين، والتفريق بين القيادات العربية والجماهير العربية- قال غانتس أنه يعتبر المواطنين العرب حزءًا متساويًا من المجتمع الإسرائيلي في جميع المجالات " لكننا نقول بصراحة أن لدينا خلافات مع القائمة المشتركة في القضايا السياسية- الأمنية فقط، بينما نحترم نوابها في الكنيست ونتفق معهم في " الشراكة المدنية " من جهة رغبة المواطنين العرب في مكافحة العنف والجريمة ومعالجة البنى التحتية وقضايا التخطيط والبناء والتعليم والتشغيل والاندماج في المؤسسات والشركات الحكومية. كما أننا نختلف جذريًا حول الطابع اليهودي الديمقراطي للدولة، لكن هذا لا يمنع سعينا لمنح المساواة للمواطنين العرب"- كما قال.

وحول وجود أي احتمال، ولو ضئيل، للتعاون بين كاحول لافان والقائمة المشتركة، لإسقاط نتنياهو واليمين، قال النائب بيني غانتس أنه واثق من أن المواطنين العرب يرغبون في ذلك، ولكي يتحقق هذا الأمر " أدعو الناخبين العرب للتصويت لصالح " كاحول لافان " مع احترامي للقائمة المشتركة، فنحن نعرف كيف نحقق هذا الهدف، وتبقى بيننا "الشراكة المدنية" بعيدًا عن الخلافات الأيديولوجية والسياسية الأمنية، مع الإشارة إلى أننا لم نسمع من بعض نواب المشتركة موقفًا واضحًا بإدانة الإرهاب، وهنا نختلف معهم في كيفية تشكيل الحكومة، مع التشديد على أن القواسم المشتركة ونقاط الخلاف بيننا مستمدة من كوننا حزبًا صهيونيًا"- كما قال.

صفقة القرن- سلبياتها وإيجابياتها

وفيما يتعلق بصفقة القرن، قال النائب بيني غانتس أن الرئيس ترامب قد أطلقها من موقع إدراكه الدقيق للواقع الإقليمي والمحلي " وأنا ادعم استئناف العملية السلمية والسعي نحو السلام بصفته واجبًا أخلاقيًا وقوميًا لصالح الشعبين، علمًا أن مشروع ترامب قد يتضمن لاحقًا وجود دولتين متجاورتين تتطابقان مع نص وروح المشروع، بينما من الجهة الأخرى يتضمن المشروع جوانب غير واقعية مثل ضم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية الموعودة: وكان لنا موقف واضح من هذه المسألة"- كما قال، مضيفًا أنه أول من أعاد إلى جدول الحوار القومي قضية السعي إلى السلام، بصفته قائدًا سابقًا للجيش يدرك ثمن الحروب وقيمة حياة الإنسان، مع ضرورة ضمان الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل.

وكرر غانتس دعمه للحوار والمفاوضات مع الجانب الفلسطيني والدول العربية المعنية للتوصل إلى السلام " في ظل التفاهم والاحترام، مع ضمان دولة يهودية وديمقراطية"- كما قال. 

وردًا على سؤال- لم يسبتعد النائب غانتس، احتمال اجراء انتخابات رابعة للكنيست " ما لم يصبح حزب " كاحول لافان" الحزب الأكبر والأقوى، القادر على تشكيل الحكومة ( حكومة وحدة قومية أولاً) مضيفًا أن حزبه يبذل كل ما في وسعه للحيلولة دون الذهاب إلى انتخابات رابعة، وهو ما يسعى إليه نتنياهو وحده ليبقى رئيسًا للحكومة ويحقق أغراضه.

واختتمت المقابلة بنداء مباشر وجهه النائب بيني غانتس إلى الناخبين العرب بروح التصريحات والمواقف التي بدرت عنه خلال المقابلة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]