أحد الأصدقاء زارني فلم يجدني فستأذن للدخول إلى مكتبي لوضع هديته وهي عبارة عن صورة مؤطره تجمعني مع أبو مازن وعند وصولي إلى البيت سألت من الذي احضر الصورة، فقالوا لي انه فلان، وبعد فترة التقيت به فأشار لي بهديته ظنا منه باني سأنفعل سرورًا جراء ذلك، وعندما لم يكن له ما توقعه سألني: "إلا تعني لك الصورة شيئاً" قلبت شفتي وهززت برأسي فأعاد السؤال مستغربا، فقلت بلا، انها تثير بي الحزن الشديد لما آل إليه شعبنا الذي اصبح الكثيرون يتلعبون بمقدراته جراء رقة ونعومة أبو مازن، شعرت بالعذاب الذي يشعر به شعبنا المحاصر والذي يضرب برًا وجوًا وبحرًا، شعرت بالجوى الذي كوى نَفس الطفولة التي لم تشعر بالأنس.. شعرت بوجع الأم التي فقدت وحيدها.. شعرت بالحسرة الأبدية التي شعرت به الصبية التي فقدت خطيبها.. شعرت بحرقة الارملة التي فقدت زوجها وابنها وأضحت (قرقودة) بعد ان امتص العذاب حمرة خدودها.. شعرت باغتمام الأسير الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة وفقد ذويه دون ان يلقي بنظرة وداع أخيرة عليهما.. شعرت بأسى الفلاحين بسبب ممارسات المستوطنين والمحاصيل التي حرقوها.. والأراضي التي جرفوها.. والسيارات التي اعطبوها.. شعرت بالكمد الشديد بسبب اغلاق الطرقات التي اغلقها المحتلون والحواجز التي اقاموها.. شعرت بترح الحامل التي اجهضوها.. والعيون التي فقاؤها.. والمقدسات التي دنسوها.. والبيوت التي هدموها.. العائلات التي ابادوها عن بكرة ابيها.. شعرت بمُقَاسَاة الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس بالنيابة عن كل الامة العربية والإسلامية لحماية مقدساتها، فكان جزاؤها ان الأنظمة العربية تخلت عنه كي تحصل على رضاء سيدها في البيت الأبيض.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]