في اعقاب الكشف عن عمليات تزويد مرضى سرطان وامراض مزمنة كانوا يتلقون علاجات كيماوية وبيولوجية في مستشفى رمبام بالسنوات 2016-2017-2018، بأدوية بعد نفاذ فترة مفعولها؛ حيث توفوا بعدها بقليل وهم يعانون اوجاعا مخيفة، وحالات تقشعر لها الابدان، وهم بريعان الشباب. بدأ الحديث حول انهيار جديد في الدولة بسبب الفساد والانتهاكات الاقتصادية عبارة عن انهيار وتراجع في الجهاز الصحي، فالأوضاع الاقتصادية السيئة والاستغلال تولد قوى عاملة منهكة عديمة الرحمة ولا تبالي علما انه حتى اللحظة لم يتضح بعد اذا بالفعل تم إعطاء المرضى الادوية بقصد او بدون قصد الا ان جميعها تصب في خانة "الإهمال الطبي" الذي يعاني منه الجهاز الطبي مؤخرا بشكل كبير دون السيطرة عليه.

المحامي دوري كاسبي من مكتب محاماه كاسبي سرور وشركاه يتعامل منذ 35 عاما بتمثيل ضحايا الإهمال الطبي قال في هذا الصدد: توجه الي عدد من الأشخاص الذين ادعوا بانهم استعملوا ادوية منهية الصلاحية في الفترة التي نتحدث عنها ونحن الان نفحص الموضوع، ولكل الأحوال لا يمكن إعطاء أي مريض دواء منتهي الصلاحية ويجب الفحص اذا سبب له هذا الدواء ضرر معين، لا يوجد فرق بين إعطاء الادوية للمريض عن طريق الخطأ وبغير القصد وبين الإهمال الطبي، المصطلحين يؤديان الى النتيجة نفسها ولكن حتى الحظة لا يوجد لدينا تفاصيل كاملة ووافية حول ما حصل في رمبام ولكن اريد ان أقول انه يمنع ان يتم إعطاء مريض دواء انتهى مفعوله او صلاحيته واذا كان هذا هو ما حصل بالفعل فذلك يدل على اهمال طبي متعمد ولكن يجب التفرقة اذا ما كان بقصد او بدون قصد، يجب التحقق اذا من اعطى الدواء اعطاه متعمدا ذلك ويعلم انه منتهي الصلاحية او بدون قصد قام بذلك معتقدا انه لن يمس بالمرضى وبهاتين الحالتين تعتبر جريمة وليس فقط اهمال طبي متعمد او غير متعمد ولكن القانون ينظر الى طبيعة الحالة ويحاسب وفقا لذلك.

وتابع: اعمل في هذا المجال منذ 35 عاما ولا يمكن القول انه اليوم يوجد ضرر او اهمال في الجهاز الطبي أكثر من السابق ولكنني كمواطن اعلم ان هناك تراجع في الجهاز الطبي وربما ممكن التنبه كيف ان الازمة في الجهاز الطبي سببت الى الإهمال الطبي، انعدام القوى العامة انعدام الميزانيات ورديات أكثر طويلة للأطباء والممرضين وعدم السيطرة على الأقسام ممكن ان يسبب هذه الإشكاليات. ومستقبلا نريد من اجهاز الطبي في إسرائيل ان يتعلم من هذه الأخطاء ولا يكررها.

كنت اشعر ان هناك امر خاطئ ولم يطرأ أي تحسن على ابني في الفترة الأخيرة قبل وفاته!

نضال عثامله والد المرحوم محمد عثامله الذي توفي قبل فترة بعد صراع طويل مع سرطان الدم رافقه طيلة سنوات حياته قام مؤخرا برفع قضية ضد المستشفى، وقال: رفعنا قضية ضد المستشفى لان الأمور غير واضحة حتى اللحظة فمثلا في السنوات الأخيرة قبل ان يتوفى محمد اجرى عدة عمليات تعتبر بالبسيطة ولكنه كان يتألم كثيرا بعدها، شعرت وكأن المشفى عبارة عن مسرح تجارب، هناك امر خاطئ كنت اشعر به قبل ان تحصل هذه الفضيحة الأخيرة وانا انصح الاهل ان يخرجوا أبنائهم من هذا المستشفى، لم يخطر لي انه ممكن ان يكون الدواء الذي يعطونه لابني منتهي الصلاحية كنت اشعر ان هناك ما هو غير طبيعي ولكن الأطباء في المستشفى وبدرجات عالية كانوا يؤكدون لي بأن ابني لم يعد يتقبل العلاج ولم اقوى على النقاش وكنت اثق بكلامهم ثقة عمياء ولكن كنت اشعر ان هناك امر خاطئ.

وتابع: منذ عام 2005 وحتى 2019 ابني كان يتعالج من السرطان في مستشفى رمبام وخلال هذه السنوات لم يشهد قسم السرطان في المستشفى عدد وفيات مثل التي كانت في السنوات الأخيرة، او حالات زرع نخاع فاشلة مثل التي تجري اليوم، مرتين قمنا بعمليات زرع نخاع شوكي ووضعه لم يتحسن وكان يقضي أوقات طويلة جدا في المستشفى دون ان تتحسن حالته، وفي العام والنصف الأخيرين لم يطرأ أي تحسن على حالته حتى بعد اعطاءه الدواء، حتى ان الفيروس هاجمه لمدة أربعة سنوات وكان يبقى في غرفة لوحده، كما قد تم اعطاءه دواء كثير ما سبب له السكري وضغط الدم وقد عرفنا في وقت متأخر بانه ولد بكلية واحدة بعد 11 عاما عندما زرعنا له نخاع شوكي في المرة الأولى عام 2014، حتى أحيانا لاجراء فحوصات معينة كانوا يحولوننا الى مستشفى اخر، ما يثبت ان هناك امر خاطئ يجري في رمبام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]