تنتشر في الآونة الأخيرة حالات الموت على إثر النوبات القلبية المفاجئة، التي ربما تحدث بدون أي سابق انذار، أي بدون ان يشعر المريض باي اعراض مسبقة، حول هذا الموضوع تحدثت مراسلة "بكرا" مع د. ارسلان أبو مخ، وهو أخصائي أمراض باطنية واختصاصي طب القلب والأوعية الدموية في مستشفى تل هشومير والذي تحدث عن كيفية التفادي من الموت بنوبة قلبية وكيفية التصرف في حال حدوث نوبه قلبيه مفاجأة، حيث قال:
" يشاع هنا وهناك عن حالات وفاة مفاجئة والتي تخلص التحقيقات الطبية الاولية ان المريض عانى من نوبه قلبيه في لحظات حياته الأخيرة، للأسف في كثير من الحالات يتضح ان المريض عانى من اعراض مفاجئة وقد كان من الممكن انقاذه ".
على المجتمع الطبي تثقيف الناس بشكل مستمر على أمل تفادي حالات الموت من النوبات القلبية
وأضاف:" من المؤسف ذلك وخاصة ان النوبات القلبية غالبا ما تودي بحياة الشباب اكثر وعلى عكس الاعتقاد السائد بان المسنين هم اكثر عرضة للموت من النوبات القلبية. فوجب على المجتمع الطبي تثقيف الناس بشكل مستمر على أمل تفادي حالات الموت من النوبات القلبية وضمان وصول المريض إلى المستشفى وإجراء القسطرة بأسرع وقت ممكن للانسداد الشرياني المؤدي للنوبة القلبية.
تصلب الشرايين
واسهب :" تصلب الشرايين الناجم عن ترسب الدهنيات في جدار الأوعية الدموية، والذي يتم تحفيزه بشكل متسارع من خلال التدخين، ارتفاع ضغط الدم، السكري، السمنة الزائدة وغيرها من المسببات، هو ببساطة عبارة عن كتلة من الدهن داخل جدار الوعاء الدموي، مغطاة بطبقة رقيقة من الخلايا التي تحمي الدهن من الخروج إلى الشريان(صورة رقم 1). ما يحدث ببساطه اثناء النوبة القلبية انه يتم تشقق طبقه الخلايا الرقيقة بشكل مفاجئ مما يؤدي ذلك إلى خروج الدهن من جدار الشريان حيث كان "محميًا"، إلى مجرى الدم في الشريان المؤدي لعضلة القلب(صوره 2)، مما يؤدي إلى تكون تخثر دموي حاد(جلطة) الذي يؤدي إلى انسداد الشريان بشكل حاد مما يجعل المريض بالشعور بالتعب المفاجئ، اوجاع بالصدر، خدران بالأيدي (يمين ويسار)، اوجاع في الظهر والفك، وأحيانًا في اعلى البطن، مصاحبا تعرق.
هل من المعقول وجود تصلب الشرايين بدون اعراض؟؟
واستطرد:" بالطبع، الأشخاص المعرضين لتصلب الشرايين غالبهم لا يشعرون بأي اعراض. من الجدير بالذكر ان نسبة التضييق بالشريان قبيل الانفجار تكون صغيرة نسبيا، اي تؤدي إلى تضيق في الشريان بما يقارب 30-60٪ والتي غالبا لا تؤدي إلى أي عرض من الأعراض لدى المريض. فيمارس حياته يوميًا بما فيها من نشاطات، عملية ورياضية بدون اي اعراض.
"اذا كيف يتحول التضيق من نسبة 40٪ إلى انسداد تام بنسبة 100٪ مما يؤدي إلى نوبة قلبية"؟
ببساطة، طبقة الخلايا الرقيقة التي تغطي كتلة الدهن هي أرق من ورقة السيجارة اذا صح التعبير، فهي عرضه بالتمزق باي لحظه مما يسبب إلى خروج الدهن بشكل مفاجئ وانسداد الشريان بشكل تام مما يؤدي الي تكون جلطة حادة.
ولكن ما سبب الموت في هذه الحالة؟
انقطاع الدم المفاجئ عن عضلة القلب يؤدي إلى تسارع خارج عن السيطرة في دقات القلب، ما يعرف في الارتجاف البطيني(ventricular fibrillation ), حيث يرتجف البطين ولا ينقبض كما يجب، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ومن ثم الموت خلال دقائق معدودة اذا لم يتم انعاش القلب بصدمة كهربائية".
اذا كيف يمكن النجاة من الموت في حال حصول نوبه قلبية مفاجئة؟
وأضاف:" انصح مرضاي دائما بان يكونوا مستمعين جيدين لأجسامهم، ففي حال حصول الأعراض المؤشرة، مثل وجع في الصدر الذي احيانا وليس دائما يمتد إلى اليد اليسرى او اليمنى او إلى الاكتاف/ الظهر، وجع في اعلى البطن، او التعرق الشديد، عليهم المباشرة الاتصال إلى نجمة داوود الحمراء (رقم 101) والإبلاغ عن موقعهم لإرسال سيارة اسعاف مجهزة بكل المعدات اللازمة للمعالجة الاولية للنوبة القلبية ومن ثم أخذ المريض مباشرة إلى غرفة القسطرة القريبة من بلدته لإجراء القسطرة (צנתור)على أسرع وجه. في هذه الأثناء، يجب عليه الجلوس، اخبار أهل بيته او أصدقائه او حتى الناس في الشارع بانه يشعر بأعراض نوبة قلبية. إذا توفر في البيت او في العمل حبوب أسبيرين، فعليه اخذ ٣ حبات ومضغها تحت اللسان. في حال مررتم في شخص يشعر في هذه الأعراض ولاحظتم انه فقد الوعي بشكل مفاجئ، يتوجب عليكم اجراء إنعاش قلبي بالضغط على مركز الصدر معدل 100 مرة في الدقيقة على الأقل حتى وصول سيارة الإسعاف. احيانا ولحسن الحظ، يتوفر جهاز إنعاش قلبي في المكان (مثل مجمعات تجارية او مؤسسات حكومية او في المطارات) فعليكم اخبار الحارس او المسؤول بذلك بينما تستمرون في الضغط على مركز الصدر بقوة.
كيف يمكن تشخيص تصلب الشرايين وتجنب حدوث الجلطات؟
واختتم قائلا:" درهم وقاية خير من قنطار علاج. وجب عليك الذهاب إلى طبيب العائلة او إلى طبيب القلب للتأكد بأنك لا تعاني من تصلب الشرايين الذي يجعلك عرضه لنوبة قلبية مفاجئة. من حسن حظنا ان التكنولوجيا توفر في يومنا هذا فحوصات دقيقه لمعرفة اذا كنت تعاني من تصلب شرايين حتى لو انك لا تشعر بذلك، فتذكر بان التضييق في شرايين القلب غالبا ما يكون بنسبه قليله التي لا تؤدي لأي عرض من أعراض الجلطة، ولكن يتم تشققه بشكل مفاجئ لتتكون جلطة وانسداد تام في لحظات قليله ومفاجئة.
تتوفر حاليا فحوصات دقيقه مثل ال( Coronary CT סיטי עורקי לב, او ما يعرف ب צנתור ווירטואלי), وهي عبارצ عن صورة طبقية محورية داخل جهاز اشعة، تقوم بتسليط الاشعة على شرايين القلب ومسحها بشكل دقيق مما يمكن تشخيص تصلب الشرايين في بداياته ومن ثم بدء العلاج الدوائي البسيط الذي بدوره يقوي طبقة الخلايا التي تغطي الكتلة الدهنية ويمنع انفجارها، فالعلاج يحول الطبقة الواقية الرقيقة إلى طبقة سميكة وقوية، وبالتالي يقلل حصول النوبة القلبية.
هذا العلاج هو علاج الدهنيات او ما يعرف بـ סטטנים (ליפיטור, קריסטור, סימוביל او أيا من مشتقاته) حت لو كانت نسبه الدهنيات في الدم غير مرتفعة".
[email protected]
أضف تعليق