نعم الطفل أيضاً يصاب بالاكتئاب، ويصاب بتقلبات مزاجية غريبة؛ يشعر بالحزن واليأس، سريع الغضب والانفعال، حساسيته للرفض زادت، وعلامات أخرى كثيرة توضحها لنا الدكتورة فاطمة الشناوي استشاري الطب النفسي.
الاكتئاب عند الأطفال:
اكتئاب الطفل حالة نفسية مصحوبة بانخفاض احترام الذات، وفقدان المتعة أو فتور الهمة، تصيب الصغار فتؤثر على دراستهم وانفعالاتهم، وتؤدي إلى حزنه وارتباكه وعصبيته.
أسبابها، قد تكون بسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو رد فعل لأحداث معينة في بيئة الطفل، وأحياناً يحدث بشكل طبيعي كجزء من النمو النفسي والشعوري لديه.
يحدث تبعاً للحالة الصحية، بمعنى وجود اختلال في الهرمونات أو لفقر في الدم، أو عدم انتظام السكر لديه أو وجود عاهة أو تشوه.
أو بسبب التاريخ الأسري أو الوراثي، البيئة المعيشية، أو بسبب عوامل كيمائية، ومرات تكون بسبب كثرة الضغوط على الابن من المدرسة والمنزل والأقارب.
كما أن كثرة توجيه النقد للابن على كل صغيرة وكبيرة، مع عدم إعطاء الطفل الفرصة للتنفيس عما بداخله والتعبير عن نفسه تعد سبباً قوياً للاكتئاب.
أعراض الاكتئاب عند الطفل:
على ملامحه يبدو الحزن واليأس، تجتاحه تقلبات مزاجية وسرعة في الغضب والانفعال، يميل للعزلة الاجتماعية وتغيرات في الشهية بالزيادة أو النقصان.
اضطرابات في النوم، أرق أو نوم مفرط، كثرة البكاء، صعوبة في التركيز وضعف في التفكير، إجهاد وانخفاض الطاقة، الشكوى من آلام جسدية ولا يستجيب للعلاج، الشعور بالدونية أو الذنب وانخفاض القدرة على الدراسة أو التعامل مع الأصدقاء.
يبدو عليه الكسل والخمول وفقدان الحيوية والنشاط، إهمال في مظهره وشكله وهندامه، يكثر من تأنيب نفسه، مص الأصابع وقضم الأظافر، مع شرود دائم وتشتت الانتباه، كما أنه يشعر بالفشل والتشاؤم، وقد يصل إلى اليأس وعدم الرغبة في الحياة.
كل هذه الأعراض لا تظهر مجتمعة على الطفل، وإذا استمرت أسبوعين دون تغيير، فعليك عرضه على الطبيب، ومحاولة جمع معلومات كافية من أصدقاء الطفل وزملاء الدراسة بالفصل والمعلمين لمعرفة حقيقة هذه التغيرات.
طرق للعلاج:
العلاج نفسياً أو بالأدوية، والأسرة والبيئة المحيطة تلعب دوراً هاماً، المشاكل النفسية تتطلب وقتاً طويلاً للتعافى منها، وعلى الآباء مراجعة الأطباء لعلاج المشاكل الصحية والنفسية للطفل، ومن قبل معالجة أنفسهم.
لا بد من التحلي بالصبر والتجديد الدائم للحياة بالخروج للمتنزهات والملاهي، دفع الطفل لممارسة الهوايات المحببة والاشتراك في نادٍ رياضي أو جماعات نشاط بالحي، مع زيارة من يحب والسعي لتجديد نظام البيت وترتيبه بين الحين والآخر.
تجنب الغضب والانفعال عند توجيه الابن، وتشجيعه على كتابة مذكراته وتسجيل مشاعره، وفتح المجال للتحاور؛ لينفس عما في نفسه، مع التركيز على إشباع حاجات الطفل من الطعام والكساء والراحة والنوم.
الحرص على تقديم الحب والرعاية بشكل ملحوظ، مع العدل في معاملة الأبناء حتى في المدح أو الثناء، وعدم ترك الطفل بمفرده، وإنما على جميع أفراد الأسرة أن يكونوا معاً دائماً.
محاولة تشجيع الابن على إسعاد الآخرين وتقديم الخير لهم، وجعل البيت بيئة صحية مبهجة بالزهور والزينات والمناظر الطبيعية والتهوية الصحية، وتهيئة أماكن المذاكرة وأماكن المعيشة وأماكن النوم واللعب بشكل محبب للطفل.
عدم الإكثار من انتقاد الطفل والتركيز على إيجابياته ومدحه والثناء عليه باعتدال، مع الحرص على ظهوره بمظهر جميل ونظيف، ولا تنسيْ التواصل مع المدرسة للمشاركة في العلاج.
المصدر: مجلة سيدتي
[email protected]
أضف تعليق