واكبتُ في الأسبوع الأخير مجموعة من الأهالي، الذين صمّموا على حقّهم الأساسي باختيار مدرسة على مستوى عالٍ، من أجل تعليم أولادهم فيها، وأولياء الأمور، حتى سن معين، يعتبرون أوصياءً على مستقبل أبنائهم، والقانون واضح في هذا المنحى.
قرار بلدية شفاعمرو منذ حوالي السنة، بمنع أي طالب جديد التعلُّم خارج مدارس شفاعمرو، وعدم منحه الموافقة المطلوبة، لم تُطرح أمام أعضاء المجلس البلدي دراسة ومعطيات رسمية، مُقدّمة من القسم الخاص، المسئول عن جهاز التعليم، بل جاء القرار متسرّعًا، اعتمد على حالة مدرسة معروفة، كادت أن تُغلَق بسبب عدد طلابها.
هنا اعتمد المسئولون في موقع القرار على حالة ردّ الفِعِل، دون الاستناد لدراسة ميدانية موضوعيّة، واضعين معطيات تربويّة أكاديميّة، يكون الأهل والمجتمع الشفاعمري بكل شرائحه، شركاءً في هذه الدّراسة العينيّة والهامة، إضافة لموقف وتوصيات وزارة التربية والمفتشين، التي ستحدد مستقبل أولادنا، وضمان نجاحهم، والقضية التربويّة والتعليميّة ليسَا فرمانًا عثمانيًّا!!
أجزم بأن لو كان الأهالي شركاءً في قرار النهوض بمسيرة التّعليم في خطواتها وبرنامجها، ممثّلة بلجان الأهالي المحليّة، والسعي لإقامة لجنة شعبيّة مكوّنة من كافة الشرائح، تعمل على بناء جهاز تعليمي وتربوي، لَمنعنا هذا التصادم بين شريحة من الأهالي وإدارة البلدية، ووزارة المعارف ومفتّشيها، لأنه من السّهل أن يتوجّه البعض لأروقة المحاكم من أجل إلزام أي مسئول التوقيع على نقل فلذات أكباده لأي مؤسّسة تعليميّة في البلاد.
الحوار والنقاش المباشرين بين الأهالي ومؤسّسة البلدية، هما الأفضلان للوصول إلى حلول الوسط، لأنه من الصّعب امتصاص غضب الوالدَين، خاصّة عندما يتعلّق الأمر في تحديد مستقبل ابنهم، والمشهد صعب في كل الحالات، وما صرّحت به إحدى المسئولات في جهاز التعليم، عبر وسائل الإعلام المسموعة، قائلةً: "هناك تحريض على جهاز التعليم في المدينة، من قبل بعض الجهات"، هذا كلام غير دقيق، وإذا كانت شفاعمرو في الماضي قِبلة التعليم، فإنه حقًّا كان كذلك، ولكن ليس في عهدها.
نتائج البجروت العامة في المدينة تعكس أوضاعًا تعليمية غير صحيّة، وعدم حصول نسبة 50% من خرّيجي الثواني عشر على شهادة البجروت الكاملة، ووضعنا في امتحانات "الميتساف"، بالمقارنة مع المستوى القُطري، غير مشجّعة، تحتاج لبذل جهود كبيرة.
نحن لا نقلّل من إنجازات بعض مدارسنا الابتدائية والشاملة، التي تحقّقت بفضل إدارات سليمة، ومعرفتنا الكاملة بهذه الجهود الذاتية البعيدة عن تدخّل الآخرين، دون الدخول في تفاصيل هويّتهم. توجّه الأهالي للحصول على مستند "אישור עזיבה" لم يأتِ من فراغ.
وجود أكثر من ألف طالب من سن الرّوضة وما فوق خارج مدارس شفاعمرو، لم يأتِ من فراغ، بل لأن من جلسوا في مواقع القرار لسنوات، لم يطرحوا البديل أمام الأهالي، خاصة في ظل فروع جديدة، ومناخات تعليمية جديرة، وتعيينات غير مناسبة، ونقل معلمين من قرى خارجيّة لمدارسنا، لأهداف غريبة، نعالج بعضها أمام مكتب مراقب الدولة، واستمرار المشهد الطائفي في مدارسنا وبعض جمعيّاتنا، والميزانيّات المخصّصة لجهاز التعليم، دفعت بشرائح من الأهالي للبحث عن البديل، فلا شيء يأتي من فراغ، والبحث عن الأسباب هو الطريق الأصح بإعادة مسيرة التعليم إلى قِبلتها
[email protected]
أضف تعليق