يقولون أن من يعتدي بالرصاص أو آلة حادة مجرم, ولماذا لا يعتبر المتهور في قيادة المركبات فيقتل أو يجرح مجرما كذلك!
معطيات مقلقة, فعدد ضحايا القتل في السنوات الأخيرة كبير, عدا الجرحى, بسبب خلافات عائلية أو شخصية أو بسبب عصابات الإجرام, ومقلق ومؤلم أكثر أن عدد ضحايا حوادث الشوارع أضعاف ذلك بين قتيل وجريح, بسبب الإهمال أو مخالفة قوانين وأنظمة السير عمدا! (في ظل غياب وإهمال المراقبة الرسمية)
عائلات ثكلى, آلام وجراح وعاهات وعجز دائم, رحلة عذابات بين المستشفيات وذل المصاريف والديون,
ثم إذا سئل أحدنا: ما أكثر ما يقلقك وما هي أمنيتك في قابل الأيام؟ لقال: مظاهر العنف, ونتمنى أن يسود الاحترام ويتغير الحال إلى أفضل، في حين أننا لم نسمع من يقول: سأبذل جهدي وأصرف همتي على تغيير ذاتي, في خلقي ومعاملتي وأهل بيتي, لأن هذا هو المنطلق, أن يتحمل كل منا المسؤولية ويعلم أن طريق التغيير يبدأ من ذاتي أنا قبل غيري, فإن التغيير لن ينزٌل من السماء, فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), لا تلقِ باللوم والتهمة على غيرك
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
كل فرد بحاجة إلى إرادة وعزيمة صادقة للتغيير والتطوير, خلقا وسلوكا, بأن يجتهد على نفسه في تغيير طباعه وعاداته السلبية إذا ما اختلط بالناس واصطدم بفظ وغليظ, والتخلق بأدب الحوار وأدب الطلب...
واجب كل والد ووالدة ان يغرس في أهل بيته ثقافة الاحترام وأدب الحوار وحسن التصرف ومقارعة الحجة بالحجة وثقافة الصبر والتأني وثقافة العفو والمسامحة, لكن مع تطبيق الوالدين لها داخل البيت وخارجه أولا.
ولا تقل أهمية, تربية أنفسنا وأولادنا على أدب وثقافة قيادة المركبات والدراجات, واحترام الغير والالتزام بأنظمة السير والسلامة حفظا للذات وحقنا للدماء, علّم ولدك أن النفس غالية وحياة وأرواح ودماء الناس ليست لعبة, إنما عواقبها وخيمة, حتى لا يرى بيتا تسبب بألمه ومعاناته كلما رأى يتيما أو أرملة أو ثكلى, أو رأى مصابا ومقعدا فيلازمك تأنيب الضمير وتلاحقك لعناتهم إلى يوم القيامة
هذه التربية تتواصل وتتكامل في المدرسة والمؤسسات الاجتماعية.
[email protected]
أضف تعليق