بسم الله نحمده حمداً يوازي نعمه ويدفع نقمته ويكافئ مزيده ونصلي ونسلم ونبارك على سيدنا محمد ابن عبد الله.
شهدت مدينة نهريا الساحلية خلال اليومين الماضيين احداث طبيعية جذبت انظار وسائل الاعلام القطرية، بحيث غمرت المياه حيزها الجغرافي واودت بحياة احد سكانها واضرار اخرى بممتلكاتها العامة، بهذه المقالة سوف نقف حول سبب هذه الفيضانات من حيث المنظور الجغرافي.
غُمرت مدينة نهريا نتيجة فيضان وادي جعتون (المفشوخ) الذي ينبع من جبال الجليل الاعلى غربي ترشيحا ويتجه غربا نحو البحر المتوسط عبر مدينة نهريا، خلال مساره يستقبل مياه من اودية جانبية منها؛ عين العسل، عين المفشوخ مما يساهم من ارتفاع منسوب جريانه، هنالك عاملين متتابعين اديا الى غمر المدينة بالمياه وتكون الفيضانات، احدهما طبيعي والاخر بشري:
١- العامل الاول 'طبيعي': نتيجة تغيرات بحاله الطقس المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية قاطبتاً بسبب الاحتباس الحراري، تطرأ تغيرات على حالات الطقس من فترة لأخرى، بحيث فصل الصيف يزداد حرارة وفصل الشتاء يشهد خلل مناخي من حيث سقوط وتوزيع الرواسب، وهذا ما شهدناه خلال الأسبوع الماضي فقد سقطت كميات كبيرة من المياه خلال فترة قصيرة، هذا المياه استقرت بوادي جعتون "المفشوخ" والاودية التي تُعد موارده، الامر الذي ادى الى ارتفاع منسوب الوادي وعدم قدرته استيعاب هذه الكمية الكبيرة من المياه التي فاضت عنه وغمرت الحيز الجغرافي للمدينة.
٢- العامل الثاني 'بشري': الحيز الجغرافي لمدينة نهريا كسائر المدن مُغطى ب-" الابنية السكنية، تعبيد الشوارع" التي تحولت لتكون سد مانع لتغلغل المياه بباطن الارض، حتى العبارات "ניקוזים" التي أُعدت لاستيعاب المياه فقد امتلأت او انها تعطلت نتيجة كمية المياه الكبيرة التي توفرت بالمكان، لهذا لم تجد المياه مأوى وغمرت الحيز الجغرافي للمدينة وادت الى تكون تيار مائي " فيضانات" التي اودت بحياة أحد سكان المدينة ورافقها اضرار اخرى.
للختام: سقوط كمية كبيرة من المياه خلال فترة قصيرة ناتج من التغيرات المناخية العالمية التي يشهدها الكوكب الأزرق نتيجة الاحتباس الحراري الذي اولده الانسان عبر التاريخ البشرية، هذا المولود تحول ليكون عاق للبشرية ففي كل عام تشهد بلادنا وسائر بقاع الأرض تغيرات طبيعية "حرائق، فيضانات" تنعكس على جلب الأرواح واضرار بممتلكات، هذا ما كان في نهريا وغيرها من البلدات المحلية، الإقليمية، العالمية. نوصي بان نكون سفراء للبيئة والطبيعة من خلال الحفاظ على هذا الكوكب والانصياع لإرشادات الجمعيات البيئية المحلية والعالمية التي تُهدف لتقليص الاضرار التي تُسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
[email protected]
أضف تعليق