لا يختلف عاقلان، اننا نعيش في عالم حضاري تتساوى فيه المرأة مع الرجل في مجالات ومرافق الحياة على اختلافها، وأن المرأة ة قطعت شوطًا كبيرًا، كدّت وعملت على مدار الساعة حتى استطاعت ان تخترق كل الحواجز ومواجهة التحديات والعقبات لتصبح سيدّة مثابرة متحررة، تتفاعل وتتعامل مع أي موقف مهما كان معقدًا.
جاءت مقدمتي هذه، لتؤكد وبصورة قاطعة ان هذا هو حال الرّاحلة، الباقية بيننا المأسوف على شبابها سيدة الاعمال دونيز عبود نمورة 47 عامًا، ابنة شفا عمرو زوجة رجل الاعمال المعروف بسّام عبود، التي لبّت نداء ربها هذا الأسبوع بعد صراع مع مرض عُضال المّ بها قبل عدة سنوات قاومته بكل صبرٍ وايمانٍ، وتشييع جثمانها بموكب مهيب بقلوب تعتصرها لوعة الفراق والالم وعيون باكية.
ليس من باب المجاملة، أقول ان علاقتي ومعرفتي الشخصية بالمرحومة وعائلتها ضميري وواجبي دفعوني لأقول كلمة حق ووفاء بحق العائلة والمرحومة، دورهم في بناء جسور الالفة وزرع بذور التقارب والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد. ومسيرة الراحلة المشرّفة، سلوكها ودماثة اخلاقها، سمعتها الطيبة، اخلاصها وخدماتها المميزة بكل اخلاص وامانة كسيدة اعمال ناجحة، من خلال كونها مراقبة حسابات وادارة كبرى مكاتب مراقبي حسابات في الوسط العربي للأخ ميشيل نمورة الغني عن التعريف بمهنيته ومصداقيته، بالإضافة الى ادارتها ورشات عمل منها فرع كافي كافي مع زوجها.
لا شك ان رحيلها ترك فراغًا كبيرًا، وبصمات واضحة واكيدة في بناء مجتمع حضاري. تعازي القلبية والصادقة لعائلة نمورة وعبود فردًا فردًا سائلين المولى تعالى ان يسكنها فسيح جناته، ويلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء، فالصبر حِصنًا حصينًا لا يُهدم، وجوادًا لا يكبو ابد الدهر.
[email protected]
أضف تعليق