تتبدل المواقف وتتغير المشاعر، تتنوع الكلمات والعبارات التي تسطرها أصحاب الأقلام التي تملأ الصحف ومواقع التواصل. وأنا بدوري كما في كل سنة ،أسطر كلمتي الأخيرة لهذه السنة في ساعة متأخرة ،أتأمل عقاربها التي تدور بدون توقف وبسرعة خيالية وكأنها في سباق مع الزمن. لم أترنم على إيقاعها ودقاتها المزعجة رغم انتظامها، ولن تنسيني ما خلفته السنة الماضية من مشاهد وأحداث مؤلمة ومقلقة لا تحصى ولا تعد.
أحاول أن أرسم ملامحها وأحداثها، أبحر في النجوم التي تخفي أسرارًا ورموزًا. أشبهها بورقة يانصيب وأتساءل: هل فعلًا طوينا صفحة المعاناة والآلام؟ وهل قدوم السنة الجديدة سيولد معه التفاؤل وترحل بلا رجعة تلك السحابة الحالكة الممقوتة التي تعكر صفو وأجواء البشرية في كل مكان لتحمل في طياتها الاستقرار والتحرر من ظواهر العنف والجهل والتخلف والتمسك بالثقافة الذاتية وحب السيطرة وقانون شريعة الغاب؟
فما دام العالم بقياداته وقدراته، ونحن كمجتمع وأفراد ،لا نحرك ساكنًا ونتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونقف مكتوفي الأيدي ولا نعمل معًا وبنوايا صادقة وقناعة لوقف هذا النزيف والوباء ولنضع حدًا لهذه المهزلة والمشاهد ،فالأمور ستتعقد أكثر وأكثر وسندفع جميعًا ثمنًا غاليًا وبذلك ندعم أعداء الحرية والسلام والمنتفعين.
أسأله تعالى أن يكون العام الماضي خاتمة الآلام والأحزان والكوارث لنستقبل معًا وبكل تفاؤل عامًا يبشر بولادة فجر جديد يدب الأمل بل الآمال في نفوسنا ويرسم البسمة الحقيقية على وجوه أطفالنا الأبرياء.
[email protected]
أضف تعليق