درس العلماء تركيب غبار الغلاف الجوي للأرض قبل 300 مليون سنة واكتشفوا أنه غني بالحديد والطحالب الضوئية المنتجة للأكسجين، التي تشتد الحاجة إليها.

وتفيد مجلة Geology، بأن الغبار في الغلاف الجوي حاليا ينتشر إلى مسافات بعيدة ويحتوي على مواد مغذية عديدة، ضرورية لنمو النباتات. فمثلا تصل ذرات الغبار التي ترفعها العواصف من الصحراء، إلى أمريكا الجنوبية، لتساهم في تخصيب تربة غابات الأمازون وتغذي الطحالب التي تقوم بعملية التركيب الضوئي، في المحيط الأطلسي.

وقد قرر علماء من الولايات المتحدة معرفة الدور الذي لعبه الغبار الجوي في حياة الأرض خلال العصرين الكربوني والبرمي، حيث تطورت النظم البيئية وارتفعت نسبة الأكسجين في جو الأرض.

ومن أجل ذلك، كان من الضروري البحث عن صخور رسوبية تعود إلى العصرين المذكورين ومصدرها المياه الضحلة، بعيدا عن الأنهار، للتأكد من أن الدقائق الغريبة فيها هي غبار الجو وليست دقائق جلبتها مياه النهر.

وقد استخدم العلماء في دراستهم صخورا رسوبية عمرها نحو 300 مليون سنة من شمال ووسط إيران، تحتوي على أحياء بحرية، يمكنها العيش فقط في ماء البحر النظيف غير الملوث بمياه الأنهار. وبعد أن أذاب العلماء قطعا من هذه الصخور في الحامض ترسبت لديهم مواد غير ذائبة- دقائق الكوارتز والطين، التي هي الغبار القديم. وبعد دراستها وتحديد كميتها استنتج العلماء، أن الغلاف الجوي للأرض كان قبل 300 مليون سنة مغبرا جدا وغنيا بالحديد.

ويذكر أنه ثبت تجريبيا، أن إضافة الحديد المتوفر حيويا في النظم البيئية البحرية المعزولة، أدى إلى نمو سريع للعوالق البحرية. ويقول جيريلين سوريغان، عميد كلية علوم الأرض بجامعة أوكلاهوما، "إذا حصل شيء مماثل على مستوى العالم، فهذا يعني أن تأثير "التخصيب" بالغبار كان سيظهر في انخفاض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو، ويصبح جزءا مهما في دورة الكربون في هذه المرحلة من تاريخ الأرض".
المصدر: روسيا اليوم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]