مع ازدياد حالات التوحد في إسرائيل وفي المجتمع العربي بشكل خاص في السنوات الأخيرة، يعمل مركز تطور الطفل في المستشفى الفرنسي في الناصرة على برامج ومشاريع خاصة مع الأطفال المصابين بالتوحد لصقل شخصيتهم تطويرها وعلاجهم من خلال علاجات مختلفة عضوية ونفسية أيضا، "بكرا" اجرى هذا اللقاء مع د. جميل اندراوس مدير المركز حيث افتتح حديثه ل "بكرا" قائلا: في المركز نشخص كميات كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من التوحد، كل طفل يشخص على هذا الأساس نبدأ معه بالعلاج النفسي او النطق وعلاجات أخرى مختلفة أيضا مثل البركة والفن، ولكن هناك علاج اخر تموله وزارة الصحة وليس من خلال صناديق المرضى وهو يعطي إمكانية تكثيف العلاجات لكل ولد حتى 14 علاج اسبوعي منهم عشرة علاجات بالتواصل مع الولد، حتى يعالج الولد كما يجب ويأخذ حقه تتخلل علاجات بالتشغيل والفيز وترابيا. تتم هذه العلاجات في الوقت الذي لا يتواجد فيه الأولاد في الروضة وبالتالي فان الاهل أيضا يتمكنون من معرفة كيفية التعامل مع أبنائهم وتطوير قدراتهم.
اكتشاف الحالة مبكرا يساعدنا على علاج الطفل!
وتابع يشرح حول حالات التوحد: التوحد عبارة عن ظاهرة تنتشر بصورة كبيرة مؤخرا وهناك ارتفاع بنسبة الأولاد الذين يشخصون بانهم مصابون بالتوحد ومن المهم اكتشاف إصابة الطفل بالتوحد مبكرا لأنه يكون اسهل علاج الحالة، التوحد عبارة عن حالة تصيب الطفل من عام وما فوق وتمنعه من القيام بعدة أمور من أهمها التواصل مع الغير ويفضلون اللعب لوحدهم وان يهتموا بأمور مادية اكثر من العاطفية، لذلك على الاهل متابعة أبنائهم، وملاحظة التغيرات التي تجري على طفلهم سواء من خلال نظرة العين والتواصل من خلال العين حيث ان الطفل المصاب بالتوحد لا يتواصل بالعين ولا يملك لغة جسد، ويطلب من والدته امر معين من خلال اللمس وليس الكلام او التواصل، وأيضا التأخر في الكلام ترافقه عوارض أخرى مثل الوحدة وعدم التفاعل مع الأشخاص من جيلهم ولا يستطيعون التعبير عن انفسهم ولا يهتمون بالتواصل العاطفي مع اهاليهم كما يحبون ممارسة نفس اللعبة اكثر من مرة، ويقومون بحركات متكررة مثل تحريك اليد بسرعة وتجذبهم الأمور الغريبة والمحفزة لنظراتهم مثل خيالهم او أي خطوط غريبة، جميعها أمور تكشف عوارض التوحد وتساعدنا على البدء بالعلاج بعد توجه الاهل الى مركز تطور الطفل وحصول الولد على العلاجات المناسبة.
بداية التوحد يكون في الثلث الأول من الحمل!
ونوه: التوحد هو حالة جسدية وليست نفسية، العلم كشف ان بداية التوحد يكون في الثلث الأول من الحمل وهناك سبب معين يؤدي ان لا تتكاثر الخلايا وينمو الدماغ كما يجب ممكن أكثر من الطبيعي ولكن الامر لا يكون طبيعيا وهذا الامر يستمر في الثلث الثاني من الحمل حتى ما بعد الولادة، وهناك أسباب وراثية أيضا ووجود جينات معينة تكون المبنى الوراثي للجنين تؤدي الى التوحد. وعلينا الانتباه جيدا لكل موضوع الحواسيب والبرمجيات مثل الهواتف النقالة وغيرها، هذه الالكترونيات تضر الأطفال من جيل سنة واثنتين وثلاث، الأولاد لا يستطيعون عندها تطوير أعصاب واستعمالها مستقبلا، وحتى الاهل عندما يستعملون هذه الأجهزة كثير ولا يتواصلون مع أبنائهم فان ذلك يمنع نمو الخلايا التي تجعل لديهم قدرات معينة وتطور القدرات لدى أبنائهم العاطفية والتواصل التي تعتبر مهمة جدا في هذا الجيل، وبالتالي يصبح تراجع في حالة الطفل حتى يصاب بالتوحد. ننصح الأهالي بمنع الطفل من استعمال الأجهزة الالكترونية حتى جيل سنتين او ثلاث وبالعكس ادخالهم في حضانات حتى يتواصلوا مع أبناء جيلهم.
ازدياد في المجتمع العربي بحالات التوحد
وأشار د. انداروس قائلا: نسبة التوحد ازدادت في العالم بشكل كبير، 1 من 55% من الذكور واما الاناث النسبة هي 1 من 220% وفي إسرائيل كذلك الامر، اما في الوسط العربي فانه بحسب بحث اجري في 2009 في مستشفى شنايدر تبين ان نسبة العرب اقل من اليهود من ناحية الإصابة التوحد علما ان هناك زيادة بالغة في المجتمع العربي باصابات التوحد حيث وصلت النسبة عندها الى 2% بينما في بحث اجري مؤخرا عام 2014 في حيفا لمنطقة حيفا المثلث الجليل الغربي والخضيرة وجدوا انه من بين 200 حالة توحد هناك 65% يهودي و35% عرب وهي نسبة عالية جدا بينما النسبة الأساسية التي نتحدث عنها بين الذكور والاناث هي 1% من الأشخاص الذين لديهم توحد.
[email protected]
أضف تعليق