تنتشر في فصل الشتاء التجمعات المائية والفيضانات على الطرقات بحيث لا يمكن التنبؤ بمكانها وزمنها، ما يحتّم على السائقين اتخاذ أقصى درجات الحذر عند مواجهة هذه المواقف.

يعتقد كثير من السائقين أنه من الآمن الدخول بالسيارات في تجمعات المياه العميقة أو عبور الفيضانات على الطرقات، وأنّ أقصى ما يمكن أن يحدث هو وصول المياه إلى شمعات الاحتراق وتوقّف المحرك عن العمل. لكن بالطبع هذا الاعتقاد خاطئ، فالمشاكل التي قد تحدث للسيارة أكبر من ذلك بكثير، وقد تصل إلى تلف المحرك وبعض قطع السيارة بالكامل.

مشاكل كبيرة

يؤدي عبور مناطق تجمّع المياه العميقة في فصل الشتاء إلى مشاكل كبيرة، فعند الغوص في تجمّع مياه عميق إلى حد يغمر غطاء المحرك والمصابيح، تدخل المياه إلى داخل المحرك عبر مصفاة سحب الهواء أو ما يعرف بفلتر الهواء الذي عادة ما يكون بمحاذاة الجهة العليا من الرادياتور، وتصل إلى غرفة الإحتراق، ومن هناك تتسرّب إلى السيلاندرات ومجاري الزيت فتبطل عملها.

وكل ذلك يؤدي إلى تلف المحرك وظهور الصدأ بداخله. وإذا كانت سرعة دوران المحرك منخفضة يكون الضرر بسيطاً بحيث قد يحتاج المحرك إلى فك شمعات الاشتعال وتجفيفها، أما إذا كانت سرعة المحرك عالية، فقد تحدث أضرار أكبر مثل التواء أزرع المكابس «البيال» أو تشقق المكابس «البيستون»، أو حتى ثقب جسم المحرك «البلوك سيلاندر».

والسبب في الأضرار الكبيرة هو عامل الانضغاط في السيلاندرات وغرف الاحتراق، حيث أنها معدّة لضغط الهواء القابل أصلاً للانضغاط، على عكس الماء الذي يتميّز بعامل انضغاط شبه معدوم. كذلك، يمكن للمياه أن تدخل إلى قلب المحرك عبر فتحة العادم، لكن بنسبة أقل من مصفاة سحب الهواء، والسبب أنّ فتحة العادم تنفث الدخان الناتج عن الاحتراق إلى الخارج أثناء عمل المحرك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]