على الصعيد الشخصي لم أتفاجأ من تقرير منظمة OECD وتعني "منظمة التعاون الاقتصادي والتطوير"، عندما نشرت تقريرها السّنوي، حول نتائج امتحانات البيزا PISA لعام 2018، والتي تُجرى كل ثلاثة سنوات لفحص المستويات التعليمية للمدارس، لطلاّب من جيل 15 وحتى 16 عامًا، حيث شمَلَ البحث ما يقارب 6623 طالبا من البلاد، رُبعهم من الطلاب العرب، وتبيّن لمتحدّثي اللغة العربيّة، بأن النتائج تشير إلى انخفاض نسبة التحصيل بـ 29 نقطة، وفي موضوع الرّياضيّات نسبة الانخفاض كانت 12 نقطة، أمّا في مجال العلوم فوصلت نسبة الانخفاض لـ 26 نقطة.
وزير المعارف الجديد رافي بيرتس انتفض من كرسيّه، وأعلن عن إقامة لجنة لتقليص الفجوات، ومسح دمعة التماسيح، عندما صرّح بأنه لا يقبل بهذه النتائج، وكأن الوزير اليميني "يعنيه وضع التعليم في الوسط العربي"!! والمهم في الأمر ولم يُقلِق الوزير، بأن نتائج الوسط اليهودي لم تتغيّر، مقارنةً مع النّتائج العامّة الدولية.
قيادة التفتيش العربي الرفيعة!! صالت وجالت برفقة المدير العام، شموئيل أبو آب، متفاخرة بكل زيارة للمجالس والمدارس العربيّة، بأنها رصَدَت مليار شيكل، لسد الفجوات، وعُرِضَت أمام المدير العام والوفود الرفيعة من المفتشين العرب، على شاشات العرض، في قاعات المدارس والمجالس، البرامج التعليميّة والتربويّة والتي حملت عناوينًا برّاقةً وهميّة، تركت انطباعًا إيجابيًّا لدى الطواقم الرفيعة.
في الواقع سقطت ورقة التّوت عن العورة التعليميّة، لتفضح مساوئ تعليمنا، كاشفةً فشل التفتيش العربي من قمّة رأسه حتى المستويات الدنيا، وملايين الشواقل التي ضاعت هباءً على سد الفجوات، ليس إلاّ حملة إعلاميّة مغالطة، بدأت بالمراسم البروتوكولية، وانتهت بمراسم بأكواب الشاي والبسكوت، فبالله عليكم عن أي فجوة تتحدّثون؟!! وعن أي برامج، تشدّقتم بها؟!! وما هي حصّة طلابنا في ميزانيات الدّولة والسلطات المحليّة.
الفشل الذّريع وانخفاض مستوى التحصيل، هما قضيّتان مركّبتان، والمتهمون كُثُر، تتحمّل الحكومة المسئولية الكبرى، وتنتقل لمرحلة التفتيش والمدراء وتعيينات بدون كفاءات مهنيّة، وتحويل المدارس لمجرد ورشات تدريسية، "لإنتاج العلامات"، كي يبقى الطالب قالبًا محدودًا في دائرته وتفكيره البعيد عن الثروة العلمية والثقافية...
إن اختبار منظمة التعاون الاقتصادي والتطوير، أسقط أقنعة دولة أبت أن تستوعب بأن على هذه الأرض من يستحق الأفضل، وكشف عن تفتيش عربي يبحث عن الاستعراضات الإعلامية، وكأنه وكالة إعلانيّة... استخلاص العِبر، يدعو إلى استقالات جماعية فوريّة، وتعزيز النضال من أجل المطالبة بحقنا بالمساواة في الميزانيّات التي تخصّصها وزارة المعارف للقطاعات المختلفة، وتأليف لجنة من قِبَل الوزير، في الحكومة الانتقالية، ليس إلاّ رش الرّماد في عيون الواقع المذري.
[email protected]
أضف تعليق