قد يكون الاعلام العبري في هذه البلاد منفتحا الى حد ما ، وفيه بعض التعدديه وبلا شك هو حجر الزاويه للاستراتيجيه الصهيونيه ، الا انه يبقى في الجوهر بوقا اعلاميا ومجندا للمؤسسه الحاكمه معتمدا على فبركة الامور وتضليل الحقائق والتعتيم على مجرى بعض الاحداث والقضايا والتي قد تتنافى مع مصلحة المؤسسه، مما يجعله بعيدا عن المهنيه والمصداقيه والواقعيه لدرجة انه يقلب الحقيقه راسا على عقب فيحول الضحيه الى جلاد والعكس صحيح !.
متعارف ان الاعلام هو للسلطه الرابعه في اي بلد في العالم والمفروض ان يتعامل مع اي قضيه باستقلالية تامه وبدون توجيه وان يكون بكل نزاهة ومهنيه من اجل ان يعطي الصوره الحقيقيه دون خداع او تضليل .
ولكن الاعلام الاسرائيلي لا يراعي هذه القواعد ولا هذه المييزات بل هو يتعامل كيفما تقضيه مصلحة المؤسسه الحاكمه حتى وان كانت مبنيه على الاكاذيب او مستندة على التضليل والخداع،
حقيقة ثقافة المنظومه الاعلاميه الاسرائيليه المنتشره في انحاء العالم ان تبث سمومها والاعيبها من اجل ايهام الرأي العام المحلي والعالمي والتأثير على كل دول العالم حكومات وشعوبا بان دولة اسرائيل هي الضحيه والمسكينه والحمل الوديع محاطة بالدول العربيه (الغول) التي تسعى للقضاء عليها وتدميرها ورميها بالبحر !!
ونحن نعي وندرك ما قدرة نجاح او فشل الاعلام على ذلك وخاصة ان القاعده التي ينطلق منها هي الغايه تبرر الوسيله او من قاعدة
انا اكذب اذا انا موجود !!
اردت ان انوه هنا تحديدا ان الاعلام العبري دائما يحاول ان يشوه صورة مجتمعنا العربي والتحريض عليه ولا يترك شارده ووارده وخاصة في العقد الاخير اي منذ تسلم نتنياهو زمام الحكم ، حيث اشرأبت العنصريه باعناقها لتشمل كل شرائح شعبنا دون استثناء.
والامثله على ذلك كثيره ودامغه وكلنا نذكر " زلة اللسان" للاعلامي اللامع "يرون لندن" واصفا العرب "متوحشون" وهم لا يقتلون اليهود فقط بل يقتلون انفسهم قبل كل شيئ .
حقية نحن لا ندري ان كانت هي فعلا زلة لسان من اعلامي مخضرم ام هي حقيه تكمن في قرارة نفسه وتختبئ بحنايا صدره !!
قلت الامثله كثيره حول ذلك ولا مجال هنا لسردها ولكن ما اثار حفيظتي وما اغاظني ما دار اول امس في المقابله التلفزيونيه في برنامج " لقاء الصحافه" والتي تقدمه الاعلاميه "رينا متسليح" حيث استضافت النائب احمد الطيبي وذلك على اثر الاعتداء عليه في نفس اليوم بعد ان دعي لمحاضره في بيت هبايس في رمات هشارون ، وعند دخوله تم الاعتداء عليه من قبل مجموعة من المتطرفين الحاقدين الجبناء وقام احدهم بضربه بعصا العلم على راسه ومنهم من قذف عليه ترابا وامطروه بالشتائم والهتافات منها اخرج ايها القاتل ويا مستشار كبير الارهابيين ياسر عرفات ، المهم بالامر ان الاعلاميه رينا متسليح حاولت في بداية حوارها مع الدكتور الطيبي ان تحيد النقاش عن سياقه الطبيعي بكل وقاحة وصلف وبكل خباثة فتستفز الطيبي سائلة اياه وهل انت تؤيد الارهاب ؟ وماذا عن من نعتهم بالشهداء ؟!!
والى ما ذلك من اسئله تقطر حقدا وخبثا ولؤما !!
نعم هذا هو الاعلام المجند
هذا هو الاعلام الذي يعتبر بوقا للمؤسسه الحاكمه !
كان جديرا بهذه الاعلاميه ان تساله ماذا جرى هناك برمات هشارون وحول الاعتداء الغاشم وهذا التحريض الدموي الارعن بحق الطيبي !
ولا ان تكون بهذه الوقاحه الاعلاميه ولا هذا الصلف !!
ولكن صاحب الحق يبقى قويا وشامخا فقد كان الطيبي بحنكته الاعلاميه وذكائه ان يقف لها بالمرصاد وان يرد لها الصاع صاعين فيغير اتجاه الرياح كما يشاء ، ليلقنها درسا بالاخلاق والاداب والمعامله اولا وبنزاهة ومهنية الاعلام ثانيا.
[email protected]
أضف تعليق