بقلم : سري القدوة
إن يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 يجب أن يُترجم إلى واقع عملي ملموس، في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من احتلال وحصار وعدوان مستمر وتشرد، وأن التضامن بصوره وأشكاله المختلفة مهم ومؤثر، لكن يجب أن تنتهي هذه المآسي وأن يعيش شعبنا حراً كريماً في دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضرورة العمل الفوري والسريع دون مماطلة وتأخير لإنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والذهاب لانتخابات تشريعية ثم رئاسية وتوحد الكل الفلسطيني في مواجهات التحديات والمخططات والاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية وإن شعبنا الفلسطيني كان وما يزال متمسكا بثوابته الوطنية وفي مقدمتها التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإن يوم التضامن هو تأكيد للحق الشرعي والقانوني لشعبنا في أرضه وتذكير لشعوب الأرض بأن هناك شعب له جذور راسخة في هذه الأرض منذ آلاف السنين .
ولعل يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يدفعنا الى طرح التساؤل الاهم فى ظل الظروف المعقدة التى تعيشها وتمر بها القضية الفلسطينية وهو اين العالم وأين الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت القرار واعتمدت يوما للتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية كي تبقى فلسطين حاضرة على المستوى الدولي سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا وفى كل المجالات من اجل حماية الحقوق الفلسطينية ولعل وحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه تبقى هي الأساس في نزع كل ذرائع التخاذل والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة، ونزع ذرائع من يتهربون من تحمل مسؤولياتهم تجاه القصية الفلسطينية ومن اجل العمل على اقامة الدولة الفلسطينية وضمان عودة اللاجئين الى اراضيهم وفقا للقرارات الدولية التي صدرت بهذا الشأن .
ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم مازال يخضع للاحتلال وان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية لمختلف دول العالم ومن حقه ان يعيش في دولته ويقيم مؤسسات حكمه الشرعية ومساعدته على تجاوز الاحتلال والقمع الاسرائيلي والمؤامرات التي باتت تحاك مجددا لتنال من الارض الفلسطينية وللأسف فان الاحتلال الاسرائيلي يعتبر نفسه دولة فوق القانون وما زال يمارس ارهابه وقمعه بحق الشعب الفلسطيني دون خضوعه للمحاسبة والعقاب الدولي ودون اعترافه بالقوانين الدولية .
ان من اهم منطلقات العمل للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو اسقاط صفقة القرن وإسقاط كل خيارات التبعية والمؤامرات التي باتت تستهدف الوجود الفلسطيني والحقوق الشرعية التي اقرتها الامم المتحدة والمتمثلة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وأن رد وموقف المجتمع الدولي المناسب هو ضرورة التصدي لصفقة ترمب التصفوية والمؤامرات التي تحيكها الادارة الامريكية والعمل على الاعتراف فورا بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وفقا للقرارات الدولية وان أن تتبوأ فلسطين المكانة التي تستحقها كعضو يتمتع بالسيادة والمساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي .
ان مهمة المجتمع الدولي وكل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني العمل وبشكل متوافق مع تطلعات الشعب الفلسطيني والانتقال من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة ومن حالة استمرار الصمت على جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها المستمرة لقانون الدولي، إلى العمل الجاد من أجل وقف هذه الجرائم والانتهاكات التي من شأنها تهديد السلم العالمي ومنظومة القانون والعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
[email protected]
أضف تعليق