بقلم الصحفي الغزي: حافظ ابو صبرا
مرح وعمرها 35 يوما، طفلة وحيدة تبقت على قيد الحياة من بين عائلة كاملة، ثمانية افراد استشهدوا بعد ان قصفت طائرات الاحتلال منزل العائلة المبني من الصفيح بالمدفعية، والرضيعة نجت بعد أن عثر عليها تحت الركام بين احضان أخيها الشهيد.
بعيدا عن الواقع والسياسية والمقاومة والحصار وغزة والوطن والانتصار، أفكر بمستقبل هذه الطفلة، من سيعد لها زجاجة الحليب بعد اليوم ومن سيهتم بملابسها وينظفها ويحممها؟ من سيشتري لها الالعاب ومن سيلعب معها؟ ومن سيجُن فرحا عندما تمشي الخطوة الأولى؟ من سيسجل لحظة نطقها لكلمة بابا وماما واسماء اخوتها واخواتها؟ ومن سيلتقط معها صورة ابتسامتها كل يوم؟ ومن ذا الذي سيعلمها أن تعد الارقام حتى أربعة؟ كيف سيكون إحساسها مع أول أيامها في الروضة، بماذا ستشعر عند دخولها الصف الأول! من سيوقظها لتصحو رغما عنها للذهاب للمدرسة في الصف الثالث؟ من سيعد لها طعامًا تأكله مع صديقاتها في الصف الخامس! لمن ستشكو صعوبة واجباتها المدرسية في الصف السابع؟ من سيعطيها مصروف المدرسة صباح كل يوم في الصف التاسع؟ من ذا الذي سيطلق العابا نارية في سماء غزة فرحًا بنجاحها في الثانوية العامة؟ ولمن ستحكي عن قصة حبها الأول في الجامعة؟ وأين هو ذاك الوالد الذي سيحملها ليدور بها ساحة كليتها يوم التخرج؟ ومع من ستلتقط صورة للذكرى في ذلك اليوم؟ من سيستقبل عائلة الشاب الذي أحبها عند قدومهم ليطلبوا يدها؟ من سيشهد على عقد الزواج؟ ومن سيوقع ليكون ولي أمرها! واين ذاك الذي سيقدمها بيده للعريس؟ وأين تلك الأم التي ستجهزها عروسا بأبهى حلة وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض؟ في نابلس هناك عادة أن أهل الزوجة هم من يجهزون كل ما يتعلق بالمولود الأول، يا هل ترى من سيفعل لها ذلك عندما تنجب أول أطفالها؟ على من ستسند ولا كتف أخ تبقى لديها؟ ولمن ستسر بأسرارها ولا أخت لها بقيت؟ الشتاء قادم فمن ذا الذي سيمنحك الدفء يا صغيرتي بعد رحيل أسرتك.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
خالقها لن يتخلى عنها ، هو ارحم بها من عباده انا مستعده لكافلتها وحتى اخذها وتربيتها