على وقع تصعيد قوات الأمن العراقية في استخدام القوة ضد المتظاهرين خلال اليومين الماضيين في ساحتي التحرير والخلاني وسط العاصة بغداد، وانفجار سيارة مفخخة في ساحة الطيران، تلقى متظاهرون تهديدات بالقتل عبر مكالمات هاتفية من خارج العراق.

وتحدث ناشطون في ساحة التحرير لـ ”إرم نيوز“، عن تلقيهم مكالمات هاتفية من خارج العراق تطالبهم بالكف عن التظاهر ومغادرة ساحة التحرير والسكوت عن ترديد الشعارات المطالبة برحيل الحكومة وإلا سيتم إسكاتهم للأبد.

أحد الناشطين قال لـ ”إرم نيوز“، إنه تلقى تهديدًا صريحًا بالقتل من خلال مكالمة هاتفية في حال لم يكف عن المشاركة في الفعاليات المقامة في ساحة التحرير.

وأضاف الناشط، الذي تتجنب ”إرم نيوز“ الكشف عن هويته حفاظًا على سلامته، أن الشخص الذي تحدث من هاتف عبر الأرقام الاصطناعية باللهجة العراقية، قال له إنه يعرف من يقف وراءه ويموله من الخارج، مبديًا استغرابه من هذه التهمة السخيفة الموجهة إليه، على حد وصفه.

تصفيات

وتوقع الناشط، الذي يعمل في مساعدة المتظاهرين بالمجال الطبي، أن تكون التهديدات التي تلقاها عدد كبير من الناشطين في ساحة التحرير مقدمة لعمليات اغتيال وتصفية واسعة النطاق ، محذرًا من استخدام قوات الأمن وجهات مدعومة وممولة من إيران من القيام بأعمال تخريبية وتفجيرات تستهدف المتظاهرين السلميين.

واتهم الناشط بشكل صريح وقوف الميليشيات والجماعات المدعومة من إيران في عمليات خطف واغتيال الناشطين وتفجير عبوة ناسفة في ساحة الطيران، مساء أمس الجمعة، راح ضحيتها 4 قتلى وأصيب 20 آخرون.

وأشار الناشط إلى أنه سيتخذ مع زملائه كل الإجراءات الاحترازية تجنبًا لمحاولات الخطف أو الاغتيال، مؤكدًا أن هذه التهديدات حتى لو نفذت ستزيد من عزيمة المتظاهرين الذين اتخذوا من السلمية وسيلة لتحقيق مطالبهم في وجه آلة القمع والبطش التي تستخدمها قوات الأمن العراقية والميليشيات المدعومة من إيران، على حد وصفه.

وقال الناشط، إنه سيستمر في عمله بتزويد المتظاهرين بالأدوية ومواد الإسعافات الأولية مهما كلف الثمن.

افتعال أعمال تخريبية

وفي السياق ذاته، قال ناشط آخر تلقى أيضًا مكالمة هاتفية، إن ”الاتصالات مجهولة المصدر تؤكد أن الميليشيات والجهات المدعومة ماضية في أعمالها الإجرامية وليست غريبة عنها أو جديدة، فقد تم اغتيال وخطف ناشطين في ميدان التحرير وعموم محافظات العراق التي تشهد تظاهرات“.

وحذر الناشط الذي رفض الكشف عن هويته، من افتعال تلك الجهات لأعمال تخريبية تسيئ لسمعة المتظاهرين التي باتت تقلق الحكومة العراقية وتكشف زيف ادعاءاتها بأنها تحمل أجندات إرهابية وتمول من الخارج.

واعتبر أن ”تصعيد قوات الأمن باستخدام القوة ضد المتظاهرين واستهدافهم بأساليب لا أخلاقية من قبل جهات، لن تزيد المتظاهرين إلا إصرارًا على المضي قدمًا في مواجهة هذه المحاولات“.

وأكد الناشط استمرار التظاهرات بكل سلمية بوجه البطش والقمع والتنكيل حتى النهاية، على حد وصفه.

وتعرض ناشطون وناشطات، خلال الفترة، إلى عمليات اغتيال وخطف كان أشهرها خطف المسعفتين صبا المهداوي وماري محمد اللتين لا يزال مصيرهما مجهولًا حتى اللحظة، إضافة إلى عمليات اغتيال طالت ناشطين آخرين.

كما اختطف في وضح النهار بمنطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد، اللواء الدكتور ياسر عبدالجبار، عميد المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري في وزارة الداخلية، الأسبوع الماضي.

وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع بالعراق، لحظة اختطاف اللواء ياسر عبدالجبار، وسط تأكيدات من مصادر في وزارة الداخلية أن الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف هي عصائب أهل الحق المدعومة من إيران.

واغتيل الناشط عدنان رستم، مساء أمس الجمعة، بعد أن أطلق عليه مجهولون النار بمنطقة الحرية شمالي العاصمة بغداد، أثناء عودته من ساحة التحرير.

وقُتل في العراق، منذ اندلاع الاحتجاجات في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 350 متظاهرًا، وأصيب نحو 15 ألفًا آخرين؛ جرّاء الصدام مع القوات الأمنية، واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]