كلنا نعرف بأن مرض السرطان هو مرض العصر، وتدل الإحصائيات بأنه بات سبب الموت الأول في البلاد. ومع الأسف فإن هذا المرض لم يعد يفرّق بين كبير وصغير أو بين نساء ورجال، فكلنا معرّضون للإصابة به، بنسب متفاوتة.
أحد السرطانات الأكثر شيوعًا في البلاد هو سرطان الأمعاء الغليظة، حيث يتربع في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئتين لدى الرجال وسرطان الثدي لدى النساء.
حسب توصيات وزارة الصحة فكل من بلغ الخمسين من العمر عليه عمل الفحوصات للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء الغليظة، لأن هذا هو الجيل الشائع للإصابة بالمرض، ومع ذلك فللأسف فإن العديد ممن هم دون سن الخمسين يمرضون بهذا المرض.

هذه شهادة شخصية من شابة صغيرة، واجهت مرض سرطان الأمعاء الغليظة:
"أسمي عرين فارس من الشمال، عمري 31 سنة، وقبل سنة ونصف عرفت بأنني أعاني من سرطان الأمعاء الغليظة. سنتين قبل اكتشاف المرض، شعرت بآلام كبيرة في، فحولوني لعمل كل أنواع الفحوصات دون أي نتيجة تشير الى مشكلة. الشيء الوحيد الذي تبيّن من الفحوصات هو أنني أعاني حساسية من اللاكتوز في الامعاء وجرثومه في المعدة، بناء عليه، أخذت علاج دون أي نتيجة، أوجاع البطن استمرت بوتيرة عالية، بالإضافة الى قلة النوم، عدم الشعور بالراحة، قلة الشهية، الشعور بالغثيان، التعب، الاكتئاب والمزاج المتعكر.
أخذت بعمل فحص تلو الفحص بتوجيه من طبيب الجهاز الهضمي وطبيب العائلة، وما من فائدة.
بعد سنتين من الفحوصات قرروا توجيهي لعمل فحص المنظار القولوني (كولونوسكوبيا)، في البداية أصبت بالذعر من الفحص وطلب عدم القيام بها، وفهمت بأن الفحص يستوجب عمل التحضيرات.. وهو أمر غير بسيط مما سبب لي الخوف الشديد. الطبيب أصر بأن أعمل الفحص وذلك لاستبعاد أي مرض، وفهمت بأنه ليس هناك مفر وعلي عمل الفحص، توترت وخفت من الفحص ومن نتيجة الفحص، خلال الفحص وجدوا لدي بوليب (زوائد لحمية) كبير بحجم 2 سم، قاموا باستئصاله وإرسال خزعة للفحص، وصلت نتيجة الخزعة بعد شهر وعندها كانت الصدمة – لدي سرطان بالأمعاء الغليظة! دعاني الطبيب اليه، شرح لي عن نتيجة الفحص وأنه هناك حاجة لعمل فحص المنظار مرة أخرى كي يتم تحديد موقع البوليب وذلك تحضيراً لعملية قص جزء من الأمعاء، لم أشعر بأي شيء في الفحص، ولكن التحضير للفحص كان صعباً جداً علي، وكل مرة اضطررت أن أقوم بالفحص كنت أخاف مجدداً، العملية كانت طويلة وصعبة استمرت 6 ساعات، بعدها مرت ساعتين للتعافي وبقيت في المستشفى أسبوع في قسم العمليات، خلاله عانيت من أوجاع صعبة جداً مع تقيؤ متواصل استمر 4 ساعات كل يوم، ولم أستطع إلا شرب السوائل عن طريق الوريد، بالإضافة الى الإغماء والدوخة، فقدان الشهية، ومنعت من تناول بعض الأطعمة لمدة 3 أسابيع إضافية بعد العملية، لكن صعوبات العملية كانت أقل صعوبة من العلاجات الكيماوية. بعد العملية قاموا بتوجيهي لطبيب الأورام السرطانية لتكملة العلاج، فحصلت على 4 علاجات كيماوية وحبوب لتكملة العلاج بالبيت، خلال هذه العلاجات شعرت بسوء، فقدان شهية، نزول بالوزن، أوجاع، وهن، وشعور نفسي صعب يشمل الاكتئاب والشعور بقلة الحيلة، ولكني تعلمت أن أعيش مع هذا الواقع ومع هذه المخاوف".

حسب الإحصائيات فإن مرض سرطان الأمعاء الغليظة يصيب غالباً من هم فوق الخمسين عاماً، ومع ذلك تدلنا نفس الإحصائيات بأنه قد يصيب من هم دون سن الخمسين، لذلك فمن المهم أن يكون لدينا الوعي والانتباه للتغييرات التي تحصل على جسمنا، وعمل الفحوصات إذا لزم الأمر.
أما الحالات التي تستوجب الاهتمام وعمل فحص المنظار القولوني (الكولنوسكوبيا) فهي:
• تغييرات في عادات الإخراج (التبرّز) –
الأشخاص الذين يعانون من الإسهال أو الإمساك المستمر لفترة تزيد عن عدة أسابيع عليهم إجراء الفحص. الورم ممكن أن يسبب انسداد جزئي للأمعاء مما يؤدي الى الحاجة للتبرّز أكثر. وتيرة تبرّز طبيعية تتراوح بين ثلاث مرات باليوم إلى ثلاث مرات بالأسبوع.
• وجود دم في البراز –
الدم بالبراز يزيد من الشكوك بوجود سرطان أمعاء غليظة، خاصةً إذا كان يصحبه تعب غير مبرر والذي ممكن أن يكون بسبب ضعف دم نتيجة فقدان الدم.
• نزول بالوزن وضعف –
يعد الضعف، والنزول بالوزن غير المبرر وآلام غير مفسّرة في الجهة السفلى من البطن، علامات مريبة للإصابة بالمرض.
• تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض -
الأشخاص الموجودون بخطر كبير للإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة، مثلاً الأشخاص الذين أحد أقاربهم أصيب به، عليهم عمل الفحص بشكل دوري.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]