لا خلاف ولا جدال على ان خيمة الاعتصام والاضراب عن الطعام التي اقيمت يوم الاحد المنصرم ولمدة ثلاثة ايام مقابل مكتب رئيس الحكومه في القدس لهي خطوه اخرى في الاتجاه الصحيح ضمن سلسلة الخطوات والنشاطات التي اتخذتها لجنة المتابعه العليا للجماهير العربيه وذلك احتجاجا على ازدياد واستفحال ظاهرة العنف والجريمه في الوسط العربي ومن اجل الضغط على المؤسسه بكل اذرعها.
من قلب الحدث ومن داخل الخيمه تابعت عن كثب ما دار داخل هذه الخيمه وعلى مدار ثلاثة ايام ،حيث لمست هذا الحس الوطني الصادق وهذا الالم الصارخ والتضامن المنقطع النظير و اللحمه الجاده التي تجلت بين وفود المشاركين والاهم هذه الثقه التي استرجعت وتم ترميمها بين الجمهور وقيادات جماهيرنا العربيه وخاصة مع النواب العرب ، وقد لوحظ اهتمام اعضاء المشتركه بكل حيثيات وفعاليات الخيمه وخاصة مركز الخيمه النائب اسامه السعدي الذي اشرف عليها لوجوستيا واعلاميا وكل ما يتعلق بنقل احداث الخيمه والرساله التي تحملها لتصل الى الراي العام المحلي والعالمي وقد شهدنا التغطيه الاعلاميه الواسعه لكل وسائل الاعلام المرئيه والمكتوبه والمسموعه.
حقيقة عندما اقرت لجنة المتابعه هذه الخطوه كانت الدعوه للمشاركه موجهة لكل شرائح مجتمعنا العربي بكل الوانه واطيافه من قيادات واحزاب وحركات سياسيه فاعله على الساحه وايضا لرؤساء المجالس والبلديات المحليه ، بمعنى كان واجب المشاركه لكل من هو حريص وغيور على سلامة مجتمعنا العربي ولكل من يعتصر قلبه حزنا والما على شلال الدم النازف في حاراتنا وشوارعنا العربيه ومن اجل حقن الدماء وبالتالي القضاء على هذا الورم السرطاني الذي ينهش بنسيج مجتمعنا.
وفعلا لقد شارك في هذا النشاط عشرات الوفود وعلى كل المستويات الشعبيه والرسميه من الوسطين العربي واليهودي مما اضفى حضورا مشرفا ومؤثرا ليكن على قدر هذا التحدي الصارخ ولا ابالغ ان قلت بل هو اكبر واهم واكثر خطرا من قانون القوميه ومن كمينيتس وحتى من صفقة القرن !!
بل اصلا الخطوه الاولى من اجل الوقوف والتصدي ومواجهة كل سياسات السلطه وقوانينها القمعيه والعنصريه هو القضاء اولا على هذه الظاهره التي باتت تهدد مستقبلنا وهويتنا وكياننا.
كل التقدير والاحترام لكل من حضر وشارك ولكل من ساند ودعم معنويا من بعيد من اجل ايصال الرساله.
اما لولئك الذين يلعبون لعبة التيئيس والاحباط اقول لهم نحن اصحاب مشروع وطني واخلاقي ونحمل اقدس رساله ونواجه قضايا تاريخيه ومصيريه ، وامامنا تحديات جسام فالواجب الاخلاقي يحتم علينا ان نكف عن جلد الذات وان نتعاضد ونتكاثف ونرص الصفوف ، فنحن الاقليه الفلسطينيه في هذه البلاد وفي ظل هذه الظاهره الخطيره اما نكون او لا نكون !!.
والشيء بالشيء يذكر ، فعشية كل انتخابات للكنيست تتعالى اصوات المعارضه والمقاطعه للانتخابات بحجة لا جدوى للعمل البرلماني وبحجة ان العمل الميداني والنضال الشعبي والجماهيري اكثر جدوى واكثر مؤثرا !!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وامام هذه التحديات ومجتمعنا العربي في عين العاصفه ويذبح من الوريد الى الوريد ، اين انتم من كل ما يجري ؟ !!
اليست هذه الخيمه هي جزء من النضال الشعبي ؟
اليست هذه الخيمه ومن امام مكتب المسؤول الاول عن عصابات الاجرام والعنف هي جزء من النضال الجماهيري ؟؟
الم تكن بمثابة صرخه مدويه مجلجله بوجه اردان وزير الامن الداخلي وكل اجهزته لجمع السلاح ؟
اليست كل هذه الخطوات والنشاطات التي تقرها لجنة المتابعه الممثله برئيسها الاخ محمد بركه تصب كلها من اجل مصلحة ابناء وبنات شعبنا ، ومن اجل العيش بحياه كريمه بعيدا عن كل اشكال العنف ؟؟
قلنا ان العمل البرلماني هو مساحه مهمه واداة قويه لكبح جماح المؤسسه الحاكمه والتصدي لممارساتها ولفضحها امام الراي العام المحلي والعالمي وايضا يجب ان يكون العمل البرلماني بموازاة مع النضال الشعبي والجماهيري ، وكل في موقعه وكل من موقعه يناضل وسوية وبدون مزاوده نقف سدا منيعا بوجه هذه العاصفه والتي قد تعصف بنا جميعا !!!
فاين انتم ايها المتخندقون من وراء صفحاتكم الفيسبوكيه ؟؟
ويا من تتبجحون بان النضال الشعبي هو اجدى وانفع !! ام انكم تقولون بما لا تفعلون ؟؟
لقد ثبت قطها دون شك ولا ريب واقولها بكل ثقة وتحد وشموخ ومن روح خيمة الاعتصام من هناك ومن اكناف بيت المقدس ، ان القائمه المشتركه هي حجر الزاويه للعمل النضالي الجماهيري والشعبي والبرلماني ولا يبقى في الوادي الا حجارته.
[email protected]
أضف تعليق