ثبُتَ أنَّ هناك اختلافًا في الطريقة التي يُصاب بها الرجال والنساء بالنوبات القلبية، وأظهرت دراسةٌ نُشِرَت نتائجها في كانون الأول/يناير الماضي أنَّ النساء أكثر عرضةً من الرجال لخطر الوفاة نتيجة الإصابة بنوبة قلبية، على الأقل حين يكون طبيب غرفة الطوارئ رجلًا.

وبينما دائمًا ما تبرز في ذاكرتنا فكرة أنَّ الرجال هم الأكثر عرضةً لتلك النوبات القلبية، فقد تبيّن أنّها تُهدّد كلا الجنسين في واقع الأمر، غير أنَّ الطريقة التي قد تداهم بها النوبة القلبية جسم الرجل يمكن أن تختلف تمامًا عن الطريقة التي تداهم بها جسم المرأة.

ومعروفٌ منذ فترة طويلة أنه بعد التعرُّض لنوبةٍ قلبيةٍ، يمكن أن تواجه النساء معدل وفيات أعلى بكثير، حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ 26% من السيدات يفارقن الحياة خلال عام من تعرضهن لنوبة قلبية، بينما تصل تلك النسبة لدى الرجال إلى 19%.
ولم يُحسَم السبب الذي يقف وراء ذلك بشكل واضح، فيما حاول الباحثون تحديد ذلك بعد فحصهم بيانات تخص 500 ألف حالة إصابة بنوبات قلبية في فلوريدا بالفترة ما بين 1991 حتى 2010، وقاموا بتقسيم المرضى لـ 4 فئات: أطباء رجال يعالجون مرضى رجال، طبيبات يعالجنَ مرضى رجال، أطباء رجال يعالجون مريضات وطبيبات يعالجن مريضات، وحين فعلوا ذلك، لاحظوا ظهور أنماط مختلفة ومميزة بالفعل.

واتّضح للباحثين أنَّ معدلات الوفيات كانت ثابتة بشكل كبير في كل الفئات، فيما عدا الحالات التي كان يعالج فيها أطباء رجال مريضات، حيث زادت بها نسبة الوفاة بنسبة 12%.

وأوضح الباحثون أنّه وبينما يشعر الرجال والنساء بضغط شديد على نحوٍ مفاجئ في منطقة الصدر أثناء تعرضهم للنوبة القلبية، فربما تكون النساء أكثر عرضة للشعور ببعض الأعراض الشائعة الأخرى بدلاً من ذلك، فضيق التنفس من أبرز الأعراض التي يشيع حدوثها بشكل أكبر لدى النساء من الرجال، تمامًا كما الدوار، الدوخة، ضغط الظهر، ألم الفك، والألم الذي يحدث في الجزء العلوي من البطن.
وعلَّقت على ذلك دكتور سوزان شتاينباوم، مدير معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك، بقولها إن العلامات قد تبدأ قبل الوقت المحدد لها بأسابيع بغثيان وضيق تنفس. وأضافت "إن كان الشخص معتادًا على القيام بقدر معين من النشاط، ثم فجأةً لم يتحصّل على قدر كافٍ من الهواء، فهنا يراودني القلق".

وختم الباحثون بقولهم إنه وبغضّ النظر عن الأعراض، فإنه يتعيّن على المرأة أن تتعامل مع كل ما تشعر به على محمل الجد، لأن ذلك يكون أفضل لهن في نهاية المطاف.

المصدر: فوشيا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]