بقلم : غسان عبدالله
القرار الذي اتخذته لجنة المتابعه العليا للجماهير العربيه قبل فتره وجيزه حول سلسلة الخطوات الاحتجاجيه من اجل محاربة الجريمه والعنف ولخلق حالة ضغط على اذرع السلطه بدءا من رئيس الحكومه ووزير الامن الداخلي "اردان" حتى القائد العام
للشرطه ، لهو قرار حكيم وصائب.
وعليه استجابت لهذا القرار كل شرائح شعبنا من كل قرانا ومدننا
العربيه ، حيث شهدت حراكا شعبيا وتظاهرات غاضبه اجتاحت كل الوسط العربي انطلاقا من مجد الكروم مرورا بوادي عاره ويافا والنقب وفي كل المفترقات والمحاور الرئيسيه في البلاد ، وايضا مسيرة السيارات في شارع 6 لتصل الى مباني الحكومه في القدس.
حقيقة وبالرغم من القيام بسلسلة هذه الخطوات وهذا التماثل مع قرارات لجنة المتابعه وبالتنسيق ومشاركة النواب العرب من القائمه المشتركه واللجنه القطريه لرؤساء المجالس العربيه ولكل الفعاليات السياسيه والمدنيه الفاعله على الساحه ، شهد مجتمعنا العربي وفي خضم هذه الصرخه المدويه مزيدا من العنف والجريمه ، وفقط قبل يومين كانت جريمة كفر قرع وقبلها عكا
وليلة الامس الاعتداء على رئيس مجلس كفر ياسيف !!!
وهنا تعالت بعض الاصوات وماذا بعد ؟؟!!
يقال ان عشرات السنين في عمر الشعوب قصيره ، فيخطئ من يعتقد مجرد ان قامت جماهيرنا العربيه لتنتفض ولتصرخ بوجه هذه الظاهره والبغيضه والمقيته وخلال اشهر قليله نستطيع ان نقضي عليها !!
وان استمرت هذه الاعمال الاجراميه هذا لا يعني ان نستسلم ونرفع الرايه ويدب الاحباط بانفسنا لنعلن عن فشلنا بمساعينا واحتجاجاتنا وغضبنا ، وهذا ليس مؤشرا لنوجه اللوم والسهام صوب لجنة المتابعه ولا على نوابنا العرب وكانهم يملكون عصا سحريه والامر منوط بهم .
فلا داعي لجلد الذات ولا لهذا الاحباط فلا تزر وازة وزر اخرى !
المرحله تتطلب منا توحيد الكلمه ورص الصفوف والتكاثف لمواجهة هذا الخطر الذي يداهمنا جميعا دون رحمه او هواده.
ونحن نعي تماما ان استفحال ظاهرة العنف والجريمه في وسطنا العربي لهو انجح وانجع مشروع تقوم به اجهزة واذرع المؤسسه الاسرائيليه من اجل تفكيك وتمزيق نسيجنا الاجتماعي وبالتالي انهيار مشروعنا الوطني والاخلاقي والثقافي.
وعليه فان الواجب الوطني والمسؤوليه الجمعيه والاخلاقيه تملي علينا ان ان نستمر في هذه المعركه الشرسه وفي هذا النضال وان لا نكل ولا نمل ، فالتاريخ اثبت ان كل نضال بالعالم من اسسه ومن شروط اي معركه يتوجب بها النفس الطويل والمثابره والتضحيه حتى نصل الى المبتغى.
ومن ايمان راسخ وقناعة تامه بانه فقط بتكثيف هذه الاحتجاجات وبتصعيدها والوقوف يوميا على المفترقات واغلاق المحاور الرئيسيه واعلاء الصرخه بوجه المؤسسه المتواطئه وشرطتها المتقاعسه نحقق مطلبنا.
ونعلم حتى عصابات الاجرام في الوسط اليهودي لم يتم القضاء عليها خلال اشهر ، بل استغرق ذلك بضع سنوات حتى تم استئصال هذه الظاهره نهائيا كما حصل ذلك تحديدا في نهاريا ونتانيا.
وايضا هذا ما نأمله في وسطنا العربي اذا استمرت هذه الخطوات وبكل زخم ولتكن هذه اجندتنا واستراتيجيتنا بمعالم واضحه وبالمقابل بناء منظومه اخلاقيه بين ابناء وبنات شعبنا ولنثق ونقف خلف قياداتنا لنزع حقوقنا ورفع مطالبنا امام المؤسسه الحاكمه من اجل بناء خطه حكوميه شموليه حتى محاصرة الجريمه والقضاء عليها
لايقاف شلال الدم النازف في مجتمعنا العربي.
[email protected]
أضف تعليق