بقلم : سري القدوة
إن المرأة الفلسطينية شأنها شأن المرأة في كل مكان لحقها الكثير من القهر قبل أن تنال جانبًا من حريتها في العصر الحديث، فكانت المرأة الفلسطينية الشهيدة والأسيرة والطريدة والمقاتلة حيث لحقها القهر نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته القمعية ومارست عصابات الاحتلال التنكيل والتدمير في المجتمع الفلسطيني والذي لحق الأذى الأكبر بالمرأة وبالمجتمع الفلسطيني، ولكن كانت المرأة معاناتها مضاعفة ومتنوعة ومتعددة الأشكال، إذ تقع عليها كافة عوامل الضغط نتيجة ممارسات الاحتلال وفي كل الظروف كانت حياتها حياة غير طبيعية .
وعلي طريق التحرر الوطني شاركت المرأة الفلسطينية في مسيرة العطاء وساهمت بشكل فاعل في تفعيل الواقع النضالي مساهمة في تشكيل قاعدة النضال الوطني عبر مسيرة النضال فكانت عطاء بلا حدود وينبوع للانتماء الوطني الفلسطيني، وإن مساهمة المرأة الفلسطينية في مسيرة النضال لم تكن مساهمة عابرة بل كانت متجزرة عبر سنوات النضال فهي شامخة كجبال الكرمل وجذورها ممتدة إلى الأرض الطيبة كشجر الزيتون الأخضر.
إن المرأة الفلسطينية عبرت عن المحتوى الوطني للنضال الفلسطيني وساهمت في صياغة المستقبل والقضية الفلسطينية لتساهم بفاعلية في الانضمام إلى حركة التحرر الوطني ولتقدم الشهداء تلو الشهداء فكانت المرأة الأسيرة والقائدة والشهيدة وحاملة السلاح ورفيقة درب الرجال والطبيبة والمهندسة والمحامية والسفيرة والإعلامية، إنها المرأة الفلسطينية التي نفخر بها ونعتز بمسيرتها الوطنية عبر الأجيال .
إنها المرأة صانعة الرجال صانعة الثورة والكفاح الوطني والتي تساهم في بناء الدولة الفلسطينية فكانت رمزا للعطاء والتضحية والفداء وانطلقت المرأة مع انطلاقة الثورة لتكون رافدا أساسيا للبناء الوطني، ولا يمكن هنا أن ننسى الدور الكبير لاتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي ومساهمته الفاعلة في بناء المجتمع الفلسطيني حيث تأسس اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي في حزيران عام 1981 كمؤسسة جماهيرية تعنى بقضايا المرأة والطفل في فلسطين، وأيضا لا ننسى دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والاتحاد النسائي الفلسطيني واتحاد لجان العمل النسائي وطاقم شؤون المرأة واتحاد لجان كفاح المرأة والعديد من المؤسسات النسوية العاملة في فلسطين وأماكن الشتات حيث كان لها الدور الكبير في تجسيد ملامح النضال الوطني والمساهمة الكبيرة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية .
اننا نقف امام عطاء المراة الفلسطينية لتشكل ام ناصر ابو حميد النموذج الحى لعطاء المرأة الفلسطينية صانعة الرجال وتعيش خنساء فلسطين، السيّدة لطيفة محمد ناجي أبو حميد (72 عامًا) بعيدًا عن أبناءها الخمسة، فهي أم لشهيد وأربعة أسرى في سجون احتلالٍ يمنعها فرحة لقاء أبنائها أوْ زيارتهم دون أسبابٍ واضحةٍ?، لم تبكِ لطيفة أبو حميد (أم ناصر)، منزلها الذي فجّره الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري، قرب رام الله للمرة الرابعة حيث هدم منزلها كعقاب يفرضه الاحتلال نتيجة اعتقال اولادها خلال السنوات الماضية .
وفي خضم معركة التحرر الوطني والكفاحي الفلسطيني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة تبقى المرأة لها الدور الأكبر، فهي حاملة لواء الجهاد وصانعة الانتصار الكبير، ولا يمكن هنا وفي هذا المقال حصر لأسماء النساء الفلسطينيات اللواتي ساهمن في تشكيل الحالة الوطنية لشعب فلسطين عبر مسيرة الكفاح الوطني، ولكن هي محاولة لتسجيل جزء بسيط من حجم العطاء الوطني وتبقى كل امرأة فلسطينية لها حجمها وطبيعة عملها ودورها القائد سواء في نطاق الأسرة أو مؤسسات الدولة أو مراحل العمل الوطني الفلسطيني .
[email protected]
أضف تعليق