احتفل مسجد خالد بن الوليد في مدينة الناصرة، مساء الأربعاء، بالسنة الهجرية الجديدة (1441) بمشاركة العشرات، وتخلل الاحتفال محاضرة للشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء وفقرات إنشاديه قدمتها فرقة الإخلاص.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها الحاج عبد الرحمن حمدان (أبو مالك)، فيما تولى العرافة الشيخ محمد حمدان إمام مسجد خالد بن الوليد.
وكانت لجنة العمل الدعوي في الناصرة دعت للمشاركة في الاحتفال بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة، في إطار نشاطاتها الدعوية التي تقوم بها في المدينة من أجل نشر الوعي الديني بين الناس.
وتحدث الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء، أحد قادة العمل الإسلامي في البلاد، في محاضرته عن الهجرة النبوية وبعث من خلالها ثلاث رسائل فيها دروس وعبر ومواقف تربوية وعملية في الدعوة إلى الله ومواقف من الحياة بشكل عام.
في رسالته الأولى، أشار الشيخ أبو الهيجاء إلى إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أُخرجَ ولم يهاجر، "فمن الخطأ أن نقول إن الرسول قد هاجر، لأن الهجرة تعني الضعف، والضعف ليس من صفات النبي ولا يليق به، كما أن الهجرة جاءت بأمر إلهي وليس بقرار من الرسول عليه الصلاة والسلام".
وتابع: "الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُلحون على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة ولكنه كان يقول لهم: لم يُأذن لي بعد، ولما جاء أمر الهجرة طلب أبو بكر الصديق من الرسول الرفقة والصحبة، بما يدل على عظمة حب الصحابة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام".
أما الرسالة الثانية، فكانت عن ليلة المؤامرة كما ورد في سورة الأنفال: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، فالشاهد هنا، يلفت أبو الهيجاء، "يرى تخبط وضعف المشركين ووضع عدة احتمالات للتخلص من رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام".
وأضاف: "الأولى كانت ليثبتوك-أي يسجنوك-وإذا لم تنجح ليقتلوك وبعدها ليخرجوك وهذا ما حصل فقد أخرجوه من دياره وبيته. وتتجلى عنايه الله في الهجرة حيث أعمى الله أبصار المشركين عن الرسول وصاحبه الصديق، وهذا يدل على قوة وثقه الرسول الكريم بربه. فعندما جاء قصاص الخبر سُراقه بن مالك ليتتبع آثارهم قال له الرسول: ارجع يا سُراقه ولك سواري كسرى، فالناظر إلى حال رسول الله في موقفه هذا ما كان ليصدق ولكن يقين الرسول وثقته بالله هي مصدر قوته".
أما رسالته الثالثة في محاضرته حول الهجرة النبوية فقد وجهها الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء إلى كل من يسير على طريق الدعوة حيث قال: "إلى حملة الدعوة ليكن لكم من أصحاب رسول الله أسوة وقدوة. فعندما أخرج رسول الله إلى المدينة كانوا أمام مفترق طرق وبين خيار، إما أن يستسلموا ويسلموا وتسلم تجارتهم، وإما أن ينصروا الإسلام ويدافعوا عنه ويقفوا موقف وفاء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكان الخيار الثاني، وقد نصر الصحابة رضوان الله عليهم النبي رغم قلة إمكانياتهم وقدموا أمثلة عليا في الوفاء يقتدي بهم كل من أراد أن يسير على هذه الطريق".
[email protected]
أضف تعليق