على مسافة اسبوعين من الانتخابات البرلمانية المبكرة ومع ارتفاع حمى المعركة الانتخابية التي تشير الى معادلة شبة ثابتة في هذه الانتخابات كمان في الانتخابات التي سبقتها، تعادل المعسكرين في اسرائيل، وانها ستقف على فرقية مقعد حتى ثلاث مقاعد لصالح أي طرف.
المتابع للشأن الحزبي الاسرائيلي يلاحظ انه هناك تكريس لحالة انزياح المجتمع الاسرائيلي وتوقعه في خانة اليمين واليمين الفاشي، وهذا يعود لعدة اسباب استطاع اليمين احكام سيطرته على مفاصل الحكم في البلاد، هذا الى جانب اتاحه اليمين للطبقات الشرقية التي كانت مهمشة الى النخب، بعد ان كانت محصورة بالنخب الاشكنازية.
هذا الى جانب تحول اسرائيل اكثر لمجتمع محافظ ومتدين اكثر فاكثر، مع صعود اليمين الجديد والذي يسيطر عليه المستوطنين والاحزاب المتدينة ذات الميول اليمينة، وتنامي فكرة يهودية الدولة على حساب الدولة الديمقراطية وقيمها.
في قراءة سريعة لما يجري على ارض الواقع وكيفيه تعامل "فلول" ما يسمى بـ"اليسار" الاسرائيلي ممثلا بحركة "ميرتس" وبقايا حزب "العمل" لمساعي اليمين الاسرائيلي الحاكم فرض سياسة الامر الواقع على الارض بالإمكان تلخيص ان الانتخابات الاسرائيلية حاليا تجري بين ثلاث معسكرات وهي يمين متشدد ومتطرف متمثل بـ"الليكود" والاحزاب التي تدور في فلكه، ويمين وسط متمثل بـتحالف "كحول لفان" المؤلف من عدة تيارات سياسية هي بالأساس يمنية كحزب بوغي يعلون المنشق عن "الليكود" وحزب "يش عتيد" والجنرالين بيني غانتس وغابي اشكنازي حديثا العهد بالسياسة وحزب "العمل" الذي يسارع الى اتخاذ مواقف يمينية بدون تردد كما "ميرتس" التي تخوض الانتخابات البرلمانية الحالية تحت مسمى "المعسكر الديمقراطي" اما المعسكر الثالث والذي يملك اليوم القدرة على تغيير كل المعايير السياسية في اسرائيل، هي "القائمة المشتركة".
وهنا تكمن اهمية الخروج والمشاركة بكثافة للقائمة المشتركة، حيث ان حصول القائمة المشتركة على 600 الف صوت يعني اكثر من 16 مقعد بالكنيست مما يصعب على اليمين الاسرائيلي بزعامة نتنياهو امكانية تشكيل حكومة وتكون القائمة المشتركة في حال كان الجرأة لدى زعيم تحالف "كحول لفان" بيني جانتس مد يده للتعاون مع القائمة المشتركة والتي هي بمثابة الممثل الوحيد لـ 2 مليون مواطن عربي فلسطيني هم سكان البلاد الاصليين.
أن واجب الساعة يتطلب منا وضع كافة الخلافات جانبًا والخروج للتصويت وبكثافة للقائمة المشتركة، حيث تملك الجماهير العربية فرصة تاريخية تعطيها الفرصة لفرض واقع سياسي جديد في اسرائيل تكون فيه القائمة المشتركة هي بيضة القبان في الساحة السياسية الاسرائيلية.
واخيرًا لكل الذين يحاولون شخصنه الاحباط وزرعه في اوساط الناخبين بسبب عدم ترشيح اشخاص كانوا في الانتخابات الماضية مرشحين لا يمكن وصف تصرفاتهم الا بالغباء واستغباء الناس، كون ربطهم مشاركتهم بالانتخابات مرتبط بوجود هذا المرشح او ذلك، ولكل المحللين ومتفلسفي الفيس بوك ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة يمكن القول انه هذه الشريحة التي تروج الى شخصنة الانتخابات لن يكون لهم أي تأثير يمكن ان يغير الواقع كون انه بواقع الحال هناك من بين 950 الف ناخب هناك ما لا يقل عن 250 الف عربي لا يشاركوا بالانتخابات، اما من منطلقات مبدئية او من منطلقات لا مبالاة، وعلى قيادة القائمة المشتركة التركيز على المشترك الذي يجمع كل الجماهير العربية ان كانوا مصوتين او غير مصوتين كونهم هم ممثلي الشعب كله وليس ممثلي فئات معينة.
ولأبناء شعبنا اقول اننا نملك فرصة تاريخية لان نكون اللاعب الاساسي في الحلبة السياسية الاسرائيلية وعلينا استغلالها لضمان امكانية تحسين ظروف المجتمع العربي والعمل على معالجة كافة القضايا الحارقة التي تورقنا جميعًا .
وكما قال شاعرنا محمود درويش :" ما زلت حيا وأؤمن بأني سأجد الطريق يوما ما إلى ذاتي إلى حلمي إلى ما أريد, سأصنع الفرص والأحلام والأهداف والأماني!".
[email protected]
أضف تعليق