انتبهوا ... لا تقعوا في هذا المطب، أهل القدس الأحباء.. للأسف علمتنا التجارب مع الشرطة في الداخل كل الأساليب..
تحاول السلطات الإسرائيلية دائما التضييق على قيادات ورموز الفلسطينيين التي تناهض الاحتلال ولا تخضع للسلطة الإسرائيلية
وعندما لا ينجح المدخل الوطني ونتصدى له ، يحاولون زرع الفتن واستغلال القضايا النسوية لضرب حراكنا الوطني النسوي بالديني..
اولا : اعتقد ان الشيخ عكرمة صبري اخطأ عندما أفتى ان توجه النساء المعنفات للشرطة الاسرائيلية في حالات العنف حرام.
عندما تكون المرأة في خطر و بحاجة لمساعدة وتعاني العنف الشديد في الأسرة. يجب ان نوفر لها حماية ووسيلة ردع للرجل المعتدي، ليعلم ان هناك شرائع وقوانين وإذا لم تمنعه الأخلاق، او العائلة ودوائر الدعم الاجتماعي فهناك قانون سيردع ويعاقب.
ان تحريم توجه النساء للمساعدة من الشرطة الإسرائيلية مجحف وغير مستمد من الشرع وإنما من الوضع السياسي الحساس في القدس المحتلة.
وفِي غياب سلطة فلسطينية وجهاز قضائي قوي ومستقل. تقع المسؤولية على السلطة المحتلة لتعالج القضايا المدنية.
إن خوف النساء المعنفات من التبليغ وطلب المساعدة يعرض للخطر فتيات وأطفال ونساء ومستضعفين كثر في القدس. لان الرجال العنيفين يعلمون ان هذه السيدة لن تذهب لطلب المساعدة من العدو فتقع بين نارين..
ونشهد هنا كل اسبوع حالات من الفتيات والنساء المقدسيات اللواتي وقعن في هذه المعضلة ، لا اسرائيل تساعد ولا السلطة تساعد انتحرت امرأة قبل عام ، وتهددت اخرى بالقتل ، وزوجها قال بصريح العبارة
"سوف تدفن هي ينسوها، وانا سأحمل سكين بالأقصى وسأكون انا شهيداً" .
ولكن بدل وضع جهاز دعم داخلي يعتمد على القوى المجتمعية والقانون الفلسطيني وتوفير بدائل ، اختار الشيخ عكرمة تحريم التوجه للمساعدة وإغلاق باب صغير وامل صغير أمام الضحايا..
ثانيا: اختارت السلطات ملاحقة شيخ الاقصى على هذه الخلفية تحديداً لأنها ليست قضية دفاع عن الوجود الفلسطيني في الاقصى ، بل قضية نسوية وقضية حقوق انسان ، وسوف يستغلها الإعلام العبري والسياسة الخارجية لإسرائيل ليجملوا وجه الاحتلال في العالم ، وليقولوا " نحن نحافظ على النساء المقدسيات من العنف الأسري حتى شيخهم يمنع المساعدة"
وستحظى إسرائيل بتأييد عالمي في هذه النقطة للاسف .
مع ان الاحتلال والجيش وتوجد عناصر الشرطة في كل زاويه بالقدس هو أكبر وسائل العنف والقمع.
لقد أعطى تصريح الشيخ عكرمة عظمة للاحتلال ليتمسك ويتغنى بها
كي يفرق بين النضال الوطني والنضال النسوي
ليجعل احتلال الاقصى قضية حقوق بشر تبغى اسرائيل المحافظة على "حياتهم"..
ونصبح نحن بين حانا ومانا
هل ندعم الشيخ المرابط والمدافع عن القدس ام ندعم النساء وحقهن بالحياة بأمان في القدس.
وعلينا برأيي ان نرفض تماماً الفصل وان لا نتنازل عن عقاب وملاحقة الرجال العنيفين بكل الوسائل. وفِي نفس الوقت ان لا نتنازل عن القضية الأساسية وهي الحق بالوجود والهوية والحرية.
فهنا انا متأكدة تماماً اننا كنسويات (على الأقل انا شخصياً ) نتفق مع الشيخ وهو يتفق معنا بان العنف والضرب والإساءة للنساء والأطفال هي آفه مجتمعية مرفوضة دينيا ومجتمعياً .
وعلينا مناهضتها بكل ما أوتينا من قوة رجال ونساء. من باحات الأقصى ومن خارجها، في مظاهراتنا ضد العنف ومن منابر الجوامع والكنائس.
ثالثاً : وأخيرا.. لا تريد هذه السلطات لمجتمعنا خيراً.. لا في الداخل ولا في القدس ، فنحن هنا بالداخل نعلم ما دور الشرطة وكيف تتغاضى عن العنف ضد النساء وتشجعه أحياناً.
سبعون عاماً علمونا وعلموا على جلدنا ..
فكم بالحال في القدس التي ما زالت تقاوم بجسدها يومياً ؟
لا نصدق السلطات عندما تحقق مع الشيخ . وكم من امرأة استنجدت وخُذلت..
ولكننا تعلمنا ان لا نتنازل ايضاً ، وان نأخذ الحق الذي لا يعطى طوعاً، وتعلمنا ان لا نلوم الضحية اذا بحثت عن مخرج بل علينا أن نتجند لمساعدتها.
ليست هذه القضية الاولى ولا الاخيرة التي سيحاول الاحتلال من خلالها زرع الفتن وضرب الأسافين بيننا
واي شعب منا ادرى وأعلم كيف نعيش ونصمد وكيف نواجهه هؤلاء.
[email protected]
أضف تعليق