أعَدّ فريق من الباحثين في جامعة "دويسبورغ - إيسن" الألمانية دراسة رصدت وجود اختلاف تشريحي في دماغ مَن يعتدي جنسيّاً على الأطفال، أو حتى مَن لديه رغبة في إقامة علاقات جنسية مع الأطفال من دون القيام بذلك.

تقول كريستيان كيرجل، الباحثة الرئيسة في الدراسة وأستاذة الطب النفسي بالجامعة، في تصريحات، إنه "من خلال فحص صوَر الرنين المغناطيسي لأدمغة 40 شخصاً من الذين أساءوا للأطفال جنسيّاً و37 ممّن يميلون لممارسة الجنس مع الأطفال، لاحظنا أنّ أدمغة الأشخاص غير المسيئين فيها نشاط "محفّز للتثبيط" في منطقتين بالدماغ، هما المنطقة اليسرى خلف الرأس والقشرة الأمامية اليسرى".

وتُعلّق كيرجل على الدراسة الكندية، قائلة إنها "تقرّبنا خطوات كثيرة من فهم ما يحدث في الدماغ كاستجابة لصدمات الطفولة، خاصة أنه من المعروف أنّ القشرة الخلفية للدماغ تؤدي دوراً في التعامل مع معلومات السيرة الذاتية، ومنها الوعي بالذات مثلاً، وكذلك مسألة التركيز. واختلال هذا الجزء من الدماغ له صِلة بالعديد من الاضطرابات النفسية والسلوك الإجرامي والاعتداءات الجنسية على الأطفال".

وترى أنّ "الدراسة تفيد العلاج النفسي من خلال منع السلوك الإجرامي في المستقبل، إذ من الممكن العمل على تحسين قدرات ضبط النفس لدى المعرَّضين لخطر ارتكاب جرائم جنسية للأطفال، خاصة أنّ أدبيات علم النفس تشير بوضوح إلى أنّ مَن يتعرض لإساءة في مراحل الطفولة، من الوارد جدّاً أن يتحول إلى مُسيء عند الكِبَر، وغالباً ما يكون المسيئون للأطفال ضحايا لصدمات تعرّضوا لها في طفولتهم، لذا فإنهم يميلون إلى إظهار السلوك العنيف في مرحلة لاحقة من حياتهم".

المصدر: الجمهورية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]