أجرى أطباء في مستشفى كليفلاند كلينك بولاية أوهايو الأمريكية تجربة استخدموا فيها عملية التحفيز العميق للدماغ من أجل مساعدة المرضى على استعادة قدرتهم على الحركة إِثر إصابتهم بالسكتة الدماغية، التي تُعدّ سبباً رئيساً للإعاقة الدائمة في أنحاء العالم.

وتأتي التجربة بعد عشر سنوات من العمل المخبري الذي استهدف تحديد طريقة تعافي الجهاز العصبي بعد إصابة عصبية. واكتشف الباحثون أن تقنية التحفيز العميق للدماغ التي استخدمت في علاج مرض باركنسون لأكثر من عشرين عاماً يمكن تكييفها لمساعدة المرضى على استعادة قدرتهم على الحركة في أعقاب إصابتهم بالسكتة الدماغية. وبدلاً من منع الإشارات العصبية الشاذة التي تسبّب اهتزاز العضلات، كما هو الحال في مرض باركنسون، يستخدم مستشفى كليفلاند كلينك أقطاباً كهربائية مزروعة في مناطق معينة من الدماغ لتحفيز نشاط عصبي جديد من شأنه دعم عملية التعافي الطبيعية للدماغ.

وقال الدكتور أندريه مشادو، رئيس معهد الأمراض العصبية في مستشفى كليفلاند كلينك، إن هذه الدراسة البحثية انطلقت من الرغبة بالاستفادة من تجربة التحفيز العميق للدماغ، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدامها في محاولة مساعدة المرضى ممن لم تكن مساعدتهم ممكنة من قبل، وأضاف: "بعد عشر سنوات في المختبر، قدّمنا هذا العلاج لستة مرضى، استطاع معظمهم استعادة جزء من الحركة التي فقدوها، وهذا هو أول استخدام لهذه التقنية لدى المصابين بالسكتة الدماغية، وقد جاءت النتائج مشجّعة للغاية"

وكان المرضى الستة الذين تلقّوا العلاج التجريبي هذا قد خضعوا جميعهم للعلاج الطبيعي بعد تعرضهم للسكتة الدماغية بنجاح محدود. وكان جميع المرضى قد أصيبوا بالسكتة الدماغية قبل أكثر من عام واحد على إجراء عملية التحفيز العميق للدماغ. واستعاد المرضى، بالتزامن مع خضوعهم لإعادة تأهيل مكثفة، بعض الحركة التي فقدوها نتيجة للسكتة الدماغية.
وأشار الدكتور مشادو إلى أن "التحدي الذي يواجهنا الآن هو البحث في سبب استعادة بعض المرضى قدراً من الحركة أكبر مما استعاده أقرانهم، وتحديد العوامل التي تتحكم بمدى تعافيهم لاتخاذها دليلاً إرشادياً يكون كفيلاً بتمكيننا من مساعدة المزيد من المرضى، ولذلك ندرس كيف تتغير أدمغة المرضى باتباع الإجراءات العلاجية، ونحن متفائلون بأن هذا سيؤدي إلى علاج يمكن أن يساعد الأشخاص الذين ليس لديهم حالياً أمل كبير في تحقيق مزيد من الشفاء، وربما يؤدي إلى إتاحة علاج جديد لحالات مرضية أخرى".

ويتعاون الأطباء في معهد كليفلاند كلينك للأمراض العصبية مع زملائهم في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لإتاحة أسلوب التحفيز العميق للدماغ لعلاج المصابين بمرض باركنسون في دولة الإمارات. ويمكن أن يؤدي تقديم هذا العلاج إلى فتح الباب أمام مرضى السكتة الدماغية في دولة الإمارات للاستفادة منه في التحفيز العميق للدماغ من أجل المساعدة في شفائهم، وذلك بمجرد خروج العلاج من مرحلة التجربة.

من جانبه، قال الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد الأمراض العصبية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، إن هناك تعاوناً قوياً مع فريق كليفلاند كلينك أوهايو، الذي أكّد أنه "يتمتع بخبرة واسعة ودراية متعمقة ويُسدي لنا نصائح لا تُقدّر بثمن"، وأضاف: "بوصفنا مركز السكتة الدماغية المتخصص في أبوظبي، فإننا نتابع باهتمام التطورات التي يُجريها الفريق الأمريكي في تكييف هذه التقنية لعلاج مرضى السكتة الدماغية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]