تشير معظم الأبحاث إلى أنّ ازدياد درجات الحرارة وارتفاعها يؤدي إلى تفاقم عدد من الأمراض، منها الصداع النصفي أو ما يسمى بالشقيقة أو المجرينا، وفي السياق، ارتيأنيا في موقع "بكرا" تناول الموضوع لخطورته وتأثيره على المرضى وعلى حياتهم اليوميّة.
يصف معظم الأشخاص الصداع النصفي، أو ما يُسمى بالشقيقة أو الميجرينا، كألم رأس بالغ، إلا أنّ الحديث يدور عن حالة مرضيّة وليس ألم رأس عابر، والتي تتميّز بعوارض كثيرة قد لا يميّزها البعض على أنها تعود لمرض الصداع النصفيّ.
مع عوارض
في معظم حالات الصداع النصفي، ألم الرأس لا يصلنا وحده، انما يرافقه عدد من العوارض مثل الشعور بالغثيان والاستفراغ، صعوبة في الرؤية، وحتى احساس بالتنمل في الأرجل. 70% من مصابي الصداع النصفي اشاروا إلى وجود غثيان بالإضافة إلى الم الرأس، وحتى أن 30% منهم يصابون بحالات استفراغ عندما يصيبهم الوجع. إلى ذلك، معظم المصابون اشاروا إلى وجود تشويش في الرؤية وعدم قدرة على فتح العيون للنظر، كما واشاروا إلى ظاهرة بقع الضوء التي تظهر لهم عندما يصابون بنوبة الألم، سواءً مع عيون مفتوحة أو مغمضة. من العوارض المعروفة ايضًا شعور التنمل بالأرجل وحتى فقدان القدرة على الحركة احيانا مما يؤكد على أنّ الصداع النصفي قد يؤدي إلى شلل مؤقت مما يستدعي الوقوف عند المرض وعلاجه.
معظم المصابون بالصداع النصفي يصفون الألم على أنه كبير والذي يظهر بجانب واحد بالرأس في كل مرة واحيانا بجانبين، علمًا أنّ 50% يؤكدون على أنّ الألم يصيب ذات الجانب في كل مرة، في حين أنّ الثلث أكدوا أنّ جانب الألم يتغيّر، وهنالك من أكد أنّ اساس الألم بين العينيين.
يصاب مرضى الصداع النصفي بنوبة الالم بفترات متقطعة لمدة اسابيع أو ايام، حيث تمتد النوبة من أربع ساعات إلى ثلاث أيام. هنالك من يصاب بالصداع بشكل يوميّ وهنالك من يشعر بالألم مرة خلال أشهر او حتى سنوات. رغم أنّ الحديث عن ظاهرة منتشرة ومعروفة، إلا أنّ عوارضها غير موحدة وتختلف من شخص إلى آخر.
الوراثة والهوية الجنسية والمرض
من المهم الإشارة إلى أنّ الصداع النصفي يعد مرضًا وراثيًا، ويمكن أن يصاب به المريض في أي جيل، وتشير الأبحاث إلى أنّ النساء تعاني من المرض أكثر من الرجال بسبب التغييرات في الهرمونات على مدار السنوات. معظم المصابين بالمرض يشعرون به، خاصة النوبات القوية، بين الأجيال 25-50، مع اشارة إلى أنّ المرض قد يتفاقم أكثر عند نساء في جيل معيّن، وينخفض حدته بعد جيل الـ 50.
إلى ذلك، يشار إلى أنّ أكثر من 75% من مصابي المرض أكدوا على أنهم يستطيعون توقع نوبات المرض القادمة كما والعوارض مسبقًا. توقع العوارض مسبقًا مهم لتحضرهم للنوبة وحتى منعها إن تمكن الأمر.
ومن العوارض المعروفة لنوبات الصداع النصفي؛ تعب وعدم قدرة على التركيز وهي من أكثر العوارض شيوعًا حيث يشعر المرضى بالتعب ما قبل الإصابة بالنوبة. نوم متقطع، حيث أنّ هنالك علاقة دائرية بين النوم والصداع ومعظم المصابون أكدوا على عدم قدرتهم على النوم. وجع في الرقبة، حيث أنّ قرابة الـ 40% من المصابين أكدوا على وجود وجع في الرقبة اثناء الأزمة. تثاوب، أكثر من الثلث أكدوا على أنّ ازمة الوجع ترافقها تثاوب دائم. حساسية بالجيوب الأنفية، أكثر من 90% من مصابي من مشاكل بالجيوب الأنفية أكدوا على أنّهم اصيبوا بصداع نصفي.
وعن طرق العلاج، مهم التوضيح على أنّ مسكنات الألم قد تساعد في تقليل الألم والنوبة احيانًا وهنالك حاجة في أحيان أخرى إلى اضافة انواع أخرى من مسكنات الألم.
عندما يبدأ الألم، لا يوجد الكثير من الحلول، إلا أنه يفضل البحث عن مكان هادئ مع قليل من الضوء والضوضاء، ويمكن خفض عدد نوبات المرض وحتى منعها من خلال تبني نهج حياة صحيّ، مما يعني؛ تغذية متوازنة، تقليل الضغط، ممارسة رياضة، ممارسة تمارين مثل اليوغا والمدتسيا، علاج طبي، وساعات نوم منظمة.
هل يمكن علاج المرض؟
وحول المرض تحدثنا إلى الطبيب المعروف، د. راضي شاهين، وهو مدير قسم الأعصاب في المركز الطبي-صفد، والذي أوضح أنّ للمرض علاقة بدرجات الحرارة المرتفعة، حيث قال: يوصي الأطباء عادة في الحصول على علاج للنوبات، والذي من الممكن أن يخفف من حدتها، إلا أنّ هنالك حالات معينة يقوم بها الأطباء بمنح المريض علاج ما قبل نوبات المرض منها تعدد النوبات، على أن يصيب المريض أكثر من نوبتين شهريًا، أو عدم تجاوب المريض مع الدواء وقت النوبة، أو إذا كان هنالك مضاعفات للدواء وقت النوبة، أو رغب المريض بتدارك المرض الذي يعيق حركته بشكل كبير.
وعن الأدوية والعلاجات قال د. شاهين: على أنّ معظم الأدوية التي تعطى للمريض مستعملة في أمراض أخرى كدواء لعلاج ضغط الدم، أو الصرع أو الاكتئاب وما إلى ذلك.
وعن توصياته للمرض قال د. شاهين: من المهم تسجيل عدد النوبات واوقاتها، مع التأكيد أنّ هنالك حالات خطرة، مثلا افراز مواد تؤدي إلى التهابات في الأوعية الدموية في الدماغ أو غشاء الدماغ، حيث يوصى في هذه الحالة إعطاء المريض أنواع أدوية ومصل تمنع هذا الالتهاب، على الرغم من أنّ العلاج غالي نسبيًا.
وعن إمكانية اختفاء المرض ومعالجته تمامًا، أوضح د. شاهين: الأبحاث تؤكد أنّ إمكانية اختفاء المرض تمامًا مستحيلة إلا أنّ هنالك عوامل كثيرة تؤثر عليه كالضغط النفسي، وأنواع من الأطعمة، ممكن تداركها وبالتالي تدارك المرض.
[email protected]
أضف تعليق