اصبحت المناشدات والمطالبات بتمثيل اضافي غير حزبي في القائمة المشتركة تأخذ حيزا واسعا وشكلا جديدا من النضال، ضمن مبادرة جديدة برزت منذ أن تم الإعلان عن إعادة الانتخابات البرلمانية إضافة إلى نوايا حزبية بأعادة تشكيل المشتركة شخصيات اعتبارية قيادية وأكاديمية تطالب بتمثيل لها في المشتركة الى جانب الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية والتي تتكون منها المشتركة بطبيعة الحال، مشيرين إلى أن الجماهير التي تنتمي إلى أحزاب في المجتمع العربي لا تتعدى ال13% وبالتالي يجب أن يكون هناك تمثيل لمن هو غير حزبي.

نشاط بدأ يبرز ايضا عبر صفحات التواصل الاجتماعي حيث تم تدشين صفحة فيسبوك تنادي بتمثيل جديد بعنوان القياديون العرب، "بكرا" حاور بعض هذه الشخصيات حول المبادرة أهميتها واهدافها.

الناشط الاجتماعي د. وائل كريم قال: ان من لا يرى من الغربال اعمى.

وتابع: لقد أفرزت الانتخابات الاخيره نتائج تؤكد ان الأحزاب العربيه لم تحصل الا على ثلث الناخبين العرب، وهذا بعد الاستجداء والتوسل. وعليه، يتوجب على القائمة المشتركه ان تحذوا حذو الأحزاب الأخرى التي تتجدد مع كل انتخابات وتدخل أناس مهنيين وأصحاب خبره في أماكن مضمونه قي قوائمها.

واضاف كريم لـ "بكرا": ان العمل السياسي العربي يعاني أزمة تمثيل حقيقيه تطالبه بشكل لا يقبل الشك، اعادة هيكلته واستقطاب كوادر فاعله على الساحه الميدانيه في مختلف نواحي الحياة، اقتصاديين، رجال قانون، رجال مجتمع وقياديين اخرين.

ونوه د. كريم قائلا: هؤلاء القياديون لا ينتمون الى احزاب عربيه او لعمل حزبي، يرون بأنفسهم الكفاءه المطلوبة لوضع استراتيجيات وخطط عمل تحرج السياسة الاسرائيلية وتضعها على المحك محليا ودوليا.

واختتم: هناك قوانين سنتها السلطة التشريعية فيها اجحاف وظلم كبيرين تجاه الاقلية العربية، لم يكن لاعضاء الأحزاب العربية اي خطط بديلة او اقتراحات قوانين جاهزة لطرحها عبر المؤسسة التشريعية او طرح بدائل لها وذالك من تماشيا مع خصوصية المجتمع العربي والتحديات التي يواجهها.

احتكار فئات صغيرة للعمل السياسي تدني من تمثيلنا

بدوره محمد دراوشة قال في هذا السياق: كل مبادرة لشخصيات ذات كفاءات وقدرات لتحسين أدائنا القيادي وتطعيم مندوبينا باشخاص ذات مصداقية مهنية ودراية مثبتة بالأمور هي مبادرة مباركة ومطلوبة في اي مجتمع يبتغي التقدم وتحسين وضعه.

وتابع: احتكار فئات صغيرة للعمل السياسي وخلق جدار واقي حولهم لمنع قوى جديدة للانخراط في القيادة المجتمعية والسياسية تدني من مستوى تمثيلنا، وبالتالي الى فقدان الوصل والثقة بين القيادة والمجتمع.

واضاف: لا أستطيع قبول او تفهم الهجوم الأرعن من عدد من نشطاء الأحزاب ضد شخصيات لامعة طفى اسمها في الأيام الاخيرة من خلال تعبيرها عن رغبتها بدخول المعترك السياسي. على ما يبدو ان الاحتكار والفئوية الحزبية تهمهم اكثر من مصلحتنا العامة ومستقبل شعبنا. مؤسف جداً ان يضع هؤلاء مصلحة احزابهم فوق مصلحة مجتمعهم. ربما حان الاوان لان تتجمع كل القوى الجديدة لتشكل حركة سياسية، وليس حراكاً فردياً ليشكلوا قوة يستقطبوا من خلالها مصوتين لا تقدر الأحزاب الحالية استقطابها.

نسبة من يعرف نفسه كمن ينتمي لأي حزب في مجتمعنا لا تتعدى ال 13%

وأشار قائلا: نسبة من يعرف نفسه كمن ينتمي لأي حزب في مجتمعنا لا تتعدى ال-13% فقط، ويحق لل-87٪% من المجتمع خلق بدائل جديدة وإقامة تنظيمات خلاقة مع وجوه جديدة وأجندات تعكس مطالب وأولويات الغالبية المجتمعية، وليس فقط اجترار اجندات اكل الدهر عليها. الجيل الجديد في مجتمعنا يفرز طاقات ومواقف يجب ان تنعكس في أطرنا السياسية، والا سينعكف المصوتين عن المشاركة وستقل نسبة التصويت اكثر واكثر.

وتابع: قوة الأحزاب الحقيقية لا تتعدى ال10 مقاعد، في حين ان حجمنا السياسي يجب ان يتعدى ال20 عضواً. اذا استكفت الأحزاب بعشرة مقاعد فيمكن استيعاب قوى جديدة لإكمال الصورة السياسية بقائمة جديدة مشترك للجميع، ولكن اخشى ان يسيطر مبدأ الاحتكار والجشع على الموقف وتبدا الأحزاب بترتيب الأوراق الفاشلة من جديد ويفشلوا بذلك قائمة شمولية تجديدية.القوى الجديدة تطرح أفكاراً هامة مثل التمحور على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، الاعتراف بالمواطنين العرب كأقلية قومية، الاستعداد لدخول ائتلاف حكومي مع كتلة المركز-يسار، إعادة هيكلة لجنة المتابعة، إقامة صندوق قومي لتنظيم مستقبلنا، محاربة العنف بصورة فعالة، وتدعيم الشراكة اليهودية العربية ليكون لنا تاثير حقيقي، وليس فقط دور التعبير عن الألم والغضب.

واختتم محمد دراوشة: يجب تقدير التجديد والتجدد وعدم التخوف وعدم التقوقع والنهوض بهذه المبادرات الطيبة وعدم قمعها، لانها تصب في مصلحتنا الجماعية، ومن مصلحة الأحزاب ايجاد اللغة الحاضنة لهذه المبادرات والشخصيات وليس المواجهة معهم وتخويفهم، وتخوينهم وشتمهم. النضوج السياسي يبرز من خلال دمقرطة المجتمع وتشجيع التعددية الفكرية.

إنتصار ساحق لوعي مجتمعنا السياسي على المستوى القطري

الناشط السياسي والاجتماعي ايهاب جبارين رأى أن تمثيل غير حزبي في المشتركة هو مطلب مشروع وقال: لا شك أن تداعيات مثل هذه المبادرات، والخطاب المنادي لإدخال شخصيات جديدة او غير محزبة لتشكيل المشتركة، هو نتاج إنتصار ساحق لوعي مجتمعنا السياسي على المستوى القطري.

ونوه: فمثل هذه المبادرات لم تأتي من فراغ، والحاجة اليها كذلك، اذ أن الأحتجاج الصامت الذي شاهدناه في شهر أبريل المنصرم ومقاطعة الشارع كحركة إحتجاجية لتداعيات العمل البرلماني وتمثيله، والتي كانت قد تصورت في ذهن الشارع بعمل سياسي وفق مصالح الأحزاب، منقطعين عن هموم الشارع. أضف كذلك أن تحركات والتي تنادي لتمثيل غير حزبي أتت لتغطي الفراغ الذي قد ولدته، إنقطاع الأحزاب عن تحركات الشارع السياسي ومراهنتها الخاسرة على وعيه.

واختتم: بالمجمل مطلب الساعة الآن هو تمثيل شمولي ومدروس وأكثر جدية وبراغماتية، شخصيات قد تحمل هموم الشارع وتعقيدات مجتمعنا وتحدياته كأقلية أصلانية. والمنشود الآن هو تحركات سريعة ومدروسة إستراتيجيا لتغطي الفراغ السياسي الذي ولدته الأحزاب وإعادة ثقة الشارع بالعمل البرلماني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]