بعث أمير الجماعة الأحمديّة في البلاد، السيّد محمد شريف عودة من حيّ الكبابير في حيفا، تهنئته لعموم المحتفلين بعيد الفطر السعيد.

وقال الأمير محمد شريف عودة في حوار مع بكرا: كل عام والأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بألف خير، ونسأل الله تعالى أن يمتِّع العالم بالسلام ويفرِّج هموم المكروبين ويرفع الأذى عن المضطهدين والمظلومين وينشر روح الأخوة والتسامح بين البشر ويهديهم لتأديه حقوق بعضهم بعضا وإلى الإحسان والمواساة فيما بينهم، آمين".

انعدام الوحدة

وتابع: الاختلاف في تحديد هلال شهر شوال ناجم عن انعدام الوحدة وعن روح التفرقة والخلاف المستشرية بين الأمة الإسلامية للأسف.مسألة تحديد بداية الشهر القمري أصبحت مسألة مقطوعة علميا حاليا، فمع أن بداية الشهر تثبت شرعا برؤية الهلال إلا أن الوقت الذي يمكن أن يُرى فيه الهلال معروف، وهو حلول المغرب بعد 16 ساعة على الأقل من تولُّد الهلال فلكيا. وفي هذا العام العيد ينبغي أن يكون الأربعاء في معظم بقاع العالم سوى جنوب أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية التي كان من الممكن رؤية الهلال فيها في ليلة الثلاثاء وليس الأربعاء، بسبب فارق التوقيت بينها وبين الشرق. أما كل آسيا وأوروبا وأفريقيا وأستراليا وشمال أمريكا فالعيد الأربعاء قطعا.

خلافات سياسيّة

وزاد: المؤسف أن بعض الناس يخالفون المنطق والواقع والعلم، ويقبلون شهادة من يشهد أنه قد رأى الهلال في وقت إما لم يكن فيه قد تولَّد أو كان قد تولَّد ولكن من المستحيل رؤيته بالعين مطلقا. ولا شك أن الخلافات السياسية بين الدول ألقت وتلقي بظلالها مع شديد الأسف.

حالة بائسة

وفي ردّه على السؤال بخصوص انعكاسات الخلاف، أجاب: على كلّ حال، هذا الخلاف مؤشر على الحالة البائسة التي تعيشها الأمة، ويجب أن تكون منبها لضرورة العودة إلى روح الأخوة والوحدة بين المسلمين. فهذه المناسبات لم يجعلها الله تعال أيضا إلا للوحدة. ولكن في النهاية، واجب المسلمين في كل بلد أن يطيعوا مؤسسات الدولة التي يعيشون فيها، فلو حدث خطأ في تحديد بداية الشهر فيتحمل مسؤوليته أولو الأمر في الدول التي فيها المسلمون. وبهذا أيضا ينبغي أن يتوقف الناس علن الخلافات، ويجب ألا تقوم الجهات والأحزاب في كل بلد باتخاذ قراراتها بنفسها وتفرِّق المجتمع.

البعد عن التسامح

وتطرّق عودة للشجارات الواقعة في العيد قائلا:الشجارات الحاصلة في العيد تدل على أن الناس للأسف بعيدون عن روح التسامح والسلام والمواساة التي يريدها الإسلام، والتي شرع الله تعالى العيد لكي يجددها في القلوب. فلا بد أن يرجع الإخوة الكرام إلى الإسلام وقيمه وتعاليمه وأخلاقه لكي يصبح العيد مناسبة لتجديد هذه القيم والأخلاق والتعاليم ولمعانها من جديد.

العنف المستشري

وعن ظاهرة العنف، تحدّث: العنف المستشري في مجتمعنا يدل دلالة واضحة أن هناك خلل في الايمان وخلل في العمل الصالح. وعن هذا الزمن أخبرنا رسول الله بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كم بدا فطوبى للغرباء. نحن في جاهلية فقدنا الامن والسلام في الأسرة وفي المجتمع، ولو كنا حقًا مؤمنون لانعم الله علينا بالامن لان الامن والسلام هبة الهية يقول تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } (الأَنعام 83) وقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع: " لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ".

وأردف: من الغريب حقا أن تحدث بين الناس هذه الخلافات والمصادمات الشنيعة بسبب بيوت الله. فما كان لائقا بهم أن يمارسوا هذه الأعمال الجائرة، ...، بل كان عليهم أن يدخلوا بيوت الله وقلوبهم وجلة خائفة .. لا أن يشتغلوا بإثارة الفتنة والفساد اذ حذرنا الله تعالى بقوله: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (البقرة 115).قول جل من قائل: لما كان هؤلاء يريدون تخريب بيوتي فإنني أيضا سوف أخرب بيوتهم، وأذلهم وأخزيهم في الدنيا، ثم أعذبهم في الآخرة عذابا عظيما. ذلك لأن الجنة بيت الله والمسجد ظله .. وما داموا قد خربوا المساجد فكيف يعيشون في الآخرة في أمن ودعة؟.

العدل والإحسان

وعرّج الى التعاليم المُراد تعميمها قائلا: التعاليم التي أسعى لنشرها إنما هي تعاليم الإسلام التي صلبها هو أن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى فالله تعالى يريد منا أن نعطي الناس حقوقهم، وأن نحسن إليهم ونعطيهم فوق حقوقهم بدافع المواساة الإنسانية ونتجاوز عن إساءاتهم لنا، ولا أن نرد الإساءة بالإساءة ونرد الحماقة بالحماقة وان ندفع السيئة بالحسنة لقوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت 35) وهذا ما فعله رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قريش عند فتح مكة العفو العام إذهبوا وانتم الطلقاء لا تثريب عليكم اليوم. ثم أن نحسن إحسان الأم الرؤوم لأبنائها إحسانا فطريا مبرأً من كل غرض دون أن نرجو جزاء ولا شكورا.

واختتم حديثه متسائلاً: عيد الفطر هو عمليا حفلة التخريج من شهر التدريب، والنجاح والفوز برضى الله تعالىوعلى كل منا أن يسال نفسه الإسئلة التالية ليعرف نفسه أنه فعلا مستحق للعيد أم لا؟ وهي ما يلي: هل صفدت شيطاني وأمتنعت من العنف حتى ولو شتمني أو سبّني أحد؟، هل تدربت على أن أضحي من حقي ومما عندي من أجل الأخرين ؟ ، هل ازداد تعاطفي مع إخواني وجيراني وتحليت بصفة المواساة لخلق الله تعالى؟، هل أمتنعت من الغضب من الجشع والكذب والزور ونقيت نفسي من الحسد والضغينة والكبرياء والحقد؟، هل ضبط أهوائي شهواتي وغرائزي البهيمية والسبعية ؟ ، هل أصبح طبعي ليّناً ودوداً حنوناً محبّاً للأخرين ؟، هل أصبحت قادراً أن أغفر وأعفو وأسامح وأتصالح مع من ظلمني وشتمني وأكل حقي؟ ، هل أصبحت أرى الناس كلهم أخواني لان رسولي علمني الخلق كلهم عيال الله أحبهم الى الله انفعهم لعياله أي انفعهم للناس لكل الناس ؟، هل أصبحت منظّماً مرتّباً أحترم المواعيد والمواقيت ؟، هل أصبحت عابدا حقيقيا لله تعالى وتعهدت ان لا أحيد الله تعالى من حياتي واعمل بكل أوامره واوامر نبيه؟ واذا نجحت بهذه الاسئلة فيحقّ لي العيد.

فهل يعتبر المواطنون ويستمعون الى نصائح وإرشادات وتوجيهات رجال الدين من الطوائف كافّة؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]