قال الناشط السياسي ايهاب جبارين أنّ نتائج انتخابات الكنيست الـ21 أظهرت ضعف الأحزاب العربيّة كافّة.
وأكد في حديث لـ"بكرا":بدون شك أن الإنتخابات الأخيرة للكنيست الواحد والعشرون، ونسبة التصويت المنخفضة، حجّمت الأحزاب العربية من جهة، ومن جهة أخرى كانت بمثابة صفعة لكل من راهن على وعي الشارع العربي.
إشارة صفراء
وتابع: نتاج هذه الأنتخابات هو بمثابة إشارة ضوئية صفراء، فأغلبية الأصوات من مجتمعنا قالت بصوت واحد: أوقفوا لعبة الكراسي، أنظروا وألتفتوا إلينا، أنتم مندوبونا ليس إلا، ولا تجعلوا من الكرسي أكبر همكم.
اجهاد الناخب
وزاد: المفاوضات لإعادة توحيد المشتركة، والطاقات التي أستنزفت بها حتى الدقيقة التسعين، أدت لإجهاد الناخب العربي، وكانت بمثابة القشة الاي كسرت ظهر الجمل بكل ما يتعلق بثقته بمنتخبيه.هذا جانب واحد من صورة عدم الثقة والذي فهمه رؤساء الأحزاب، فعلى النقيض من باقي أحزاب المعارضة، صوتت الأحزاب العربية مع قرار نتنياهو بفك الكنيست، في محاولة لإعادة إستنزاف القوى، فعشيّة فكّ الكنيست المبكّر، بدأت أصوات إعادة بناء المشتركة تعلو من كافة الأحزاب في محاولة منهم لرأب الصدع والإجماع حول المصلحة المشتركة، واضعين كل الخلافات جانبا، في محاولة لتجميع الأصوات، وكأن لا خلافات جوهرية وربما مصيرية حتى بين مركباتها ومن جانب أخر ولا يقل أهمية، ثقة الناخب بأجندة الأحزاب كل على حدا من جهة، وثقته بممثليها كل على حدا من جهة أخرى، الأحزاب باتت الرجل الضعيف، بل الأنتخابات الأخيرة كشفت لنا عن الصدع الحقيقي والرأب، ما بينها وما بين لغة الشارع، فأهم نتاج الأنتخابات السابقة أن هنالك مكان ومتسع لتمثيل شريحة أكبر وأوسع، شريحة لا ترى بالأجندات المطروحة ممثلة لها، على غرار 33% من أصحاب حق الأقتراع، ومخطئ من يظن أن مقاطعة هذه الشريحة نابع من لاوعي وتكاسل، فعلى عكس إدراك المجتمع العربي لتمثيله في الأنتخابات المحلية، نسبة التصويت المعتدلة بالمجمل، تدل أن هنالك وعي نسبي للتمثيل في الأنتخابات البرلمانية. وعليه نعم هنالك مكان لتمثيل شامل وطرح أوسع لتمثيل كافة الشرائح والأجندات والأصوات، ويبقى السؤال، هل الأحزاب مدركة لكم المسؤولية التي تحملها على أكتافها؟ وهل لديها الأليات لتبني خطوات جديدة وعصرية والأهم إستراتيجية لتعيد بناء هذه الثقة؟ نحن على موعد في الأيام القريبة لنرى إستخلاصهم للعبر. فإصراف الوقت والجهود على بناء المشتركة بدلا من حملات أنتخابية قوية على عكس الأخيرة، كفيلة بتوسعة الصدع مع الناخب والناخب العربي في توجهه للبرلمان أصبح أكثر موضوعية وأقل عاطفية، على عكس توجهه للأنتخابات المحلية، وفي هذا يتوجب تركيز الجهود في هذه المرحلة، فالشارع وحده هو كان المنتصر الوحيد من بين الأحزاب الأربعة في الأنتخابات السابقة.
قائمة طوارئ
وتساءل جبارين في حديثه: ولكن يبقى السؤال القوي والأهم، هل لدينا كمجتمع مركب ومتعدد التوجهات، آليّة سريعة لتركيب قائمة موحدة، بل لنسميها قائمة طوارئ، قائمة تأخذ بعين الأعتبار التمثيل الكمي والنسبي للأحزاب وضرورة وجود وجوه جديدة؟.
ضوء أخضر
واختتم حديثه: كل أعلان مبكر عن القائمة المشتركة الجديدة، هو بمثابة علامة ضوء أخضر لمهنيتها، ولكن العراقيل للخروج بهكذا مهمة هي كبيرة، وخصوصا في ظل شفافيتها أمام الناخب من جهة، وتهافت الكثير من الأصوات التي ترغب بحصتها بها، والتي لم تمثل حتى الآن كملجأ لها، وهؤلاء أنفسهم غالبا هم من سيضعوا العراقيل أمام المشتركة في حال لم يتواجد تمثيل لهم في داخل أروقتها.للخلاصة؛ التحديات والعراقيل كبيرة، أهمها عامل الوقت، وفهم عقلية وإدراك لمتطلبات الناخب، فأخر ما يريده هو أن يختار أوصياء عليه.
[email protected]
أضف تعليق