يسألنا كثيرون من الأعضاء، من المؤيدين، من الأصدقاء ومن الجمهور عمومًا عن وجهة حزب ميرتس وعن الإمكانيات المتاحة أمامه في الأنتخابات للكنيست الـ 22، التي تقرر إجراؤها في 17 أيلول القادم.
شكراً لهؤلاء جميعهم على الإهتمام والحرص والتصميم على أن يكون قرار "ميرتس" هو الخيار الأفضل الذي يضمن تعزيز قوتها على الساحة السياسية العامة، بما فيها البرلمانية، وعلى الساحة الجماهيرية، في المجتمعين العربي واليهودي.
بداية، نود التأكيد على أن حركة "ميرتس" تضع نصب أعينها السعي إلى إنشاء جسم / حزب / تحالف عربي يهودي واسع، يشمل قطاعات جديدة مختلفة، لخوض الإنتخابات القريبة التي نعمل من خلالها على تحقيق الهدف الأكبر الذي يقف على رأس سلم أولوياتنا: مواجهة اليمين، بكل فروعه وأطيافه، وتشكيل قوة جامعة تكون قادرة على منع عودته إلى السلطة في هذه البلاد.
وفي صلب هذا المسعى، نحن بصدد فحص هذه الإمكانية، وغيرها أيضا، مقابل الأحزاب العربية القائمة ومعها، وخصوصاً مع قائمة "الجبهة والعربية للتغيير"، بالبناء على القواسم المشتركة العديدة بين هذه القائمة و"ميرتس"؛ وذلك لأن التجربة الطويلة في هذه البلاد، وخصوصا في السنوات الأخيرة، تثبت بما لا يترك مجالاً لأي شك أن الشراكة العربية ـ اليهودية الحقيقية، العميقة والفاعلة، كما جسدتها "ميرتس" بالذات، وليس مجرد "التعاون اليهودي العربي" كما هو في أحزب أخرى ـ هذه الشراكة هي فقط القادرة على إحداث التغيير المنشود وهي فقط القادرة على استقطاب أوسع ما أمكن من التأييد في المجتمع الإسرائيلي.
على مستوى آخر، وفي إطار المسعى نفسه، ننتظر التطورات الجارية حاليا في داخل حزب "العمل"، وخصوصا ما ستفرزه نتائج الإنتخابات لمنصب رئيس الحزب، وذلك ضمن محاولة جادة لخوض الإنتخابات المقبلة في إطار قائمة واحدة وموحدة تعبر عن "اليسار الجديد" في إسرائيل، تستعيد الثقة بأوسع الشرائح المختلفة في المجتمع الإسرائيلي وتستقطب دعم وتأييد جميع المؤيدين لقيم الديمقراطية، المساواة وحقوق الإنسان والسلام العادل مع الشعب الفلسطيني، كي تستطيع تقديم بديل جدي، قوي وجدير لتحالف اليمين الحاكم منذ سنوات طويلة.
وفي كل الأحوال، تواصل "ميرتس" دراسة مختلف الإمكانيات، إلى جانب العمل الميداني والشعبي المكثف، كعادتها، لمواجهة جميع الإحتمالات، بما فيها إمكانية عدم نجاح أي من المساعي المذكورة أعلاه، والإضطرار إلى خوض الإنتخابات القادمة بقائمة مستقلة مؤهلة لمضاعفة الإنجاز الذي حققته في الإنتخابات الأخيرة وزيادة قوتها وتمثيلها بصورة مشرّفة.
[email protected]
أضف تعليق