اتحد العقل والقلب فيما بينهما ليبنيا عالما جديدا مليئا بالمحبة والسلام. فبدا العقل برسم خططٍ كبيرة وتخيل صور جميلة فيها تعيش كل المخلوقات سوياً وبسعادة كبيره، وبدا القلب يرتعش من شدة الفرح لهذه الصور الجميله التي بناها العقل وبدا يفرز هرمونات السعادة ويبث ذبذبات الحب والأمل لكل مكان، وعاشا العقل والقلب في اتحاد وهرمونيا جميلة جدا. وبينما هما منهمكين في بناء حلميهما الكبير تسلل بينهما المنطق مستهترا محاولا ان يستغل طيبة القلب قائلا له: أتصدق فعلا ما يقوله لك العقل؟ هل من الممكن ان نزرع المحبه والسلام في عالمنا؟ لا بد انك جننت فهذا امر غير معقول.
فزع القلب من هذا الكلام ودخل الشك فيه وتلخبطت فيه الاحاسيس وأصبحت مبعثرة يغلبها الخوف. اما العقل فقد حاول ان يكون قويا محاولا ان يهدئ من روع القلب طالبا منه ان يؤمن بالحلم وان لا يستمع لما يقوله المنطق، فالمنطق يحاول دائما ان يستهتر بافكار العقل فيبحث عن طريقة لإحباطه، لكن القلب كان ضعيفا، ونصت لما قاله المنطق، وتغلب الخوف عليه حتى تنازل عن حلمه، فانفصل القلب عن العقل ومات الحلم وعاش كل منهما في انفصال تام فيه عاش القلب في حالة خوف وبلبلة واما العقل فقد فقَدَ ايمانه وآماله، واصبح المنطق حاكما مسيطرا متحدا مع الخوف والكبرياء....
هذا هو حالنا اليوم في هذا العالم، فلنصحى ونثابر من اجل توحيد داخلنا لنصل إلى توحيد عالمنا.
[email protected]
أضف تعليق