كثير من المدخنين يعتقدون أنّ تركهم للتدخين هو من الأمور الصعبة، لأنهم أصبحوا مدمنين. هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، ولو كان صحيحًا لكنّا رأينا الصائمين من المدخّنين في نهار رمضان يهلوسون ويصرخون ولكنهم يتمكنون من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي

1.
الصيام فرصة ذهبية للاقلاع عن التدخين إذ أن امتناع الصائم عن هذه العادة المحرمة لفترة لا تقلّ عن 12 ساعة يوميًا يدل على أنّه يستطيع التخلي عن هذه العادة تمامًا.
2.
الصائم يمسك عن التدخين طول نهار رمضان، وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الأكل والشرب والذهاب إلى المساجد، وإلى الجلساء الصالحين
3.
مأمول الحياة لدى المقلعين عن التدخين يصبح كمامول حياة غيرهم من غير المدخنين واحتمالات الاصابة بسرطان الرئة تقل بعد ترك التخين ب10 سنوات..

انتبه: استخدام خيارات الفيسبوك قد يؤدي إلى مشاركة الآخرين بمعلومات خاصة بك
شهر رمضان هو شهر الخيرات، يعلّمنا الصبر، وقوّة الإرادة، إذ نستطيع الامتناع عن الطعام والشراب ساعات النهار، ولهذا فإنّ الصيام فرصة عظيمة للمدخّنين، فهو يساعد المدخّن على ترك عادة التدخين المحرّمة إلى الأبد، وذلك لأنّ الصائم يصوم عن الدخان فترة لا تقلّ عن 12 ساعة في اليوم، وهذا دليل على أنّ المدخّن يستطيع أن يترك هذه العادة القبيحة.

رمضان هو نقطة البداية
بهذه المناسبة أرى أنّ شهر رمضان هو فرصة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلّص من هذا الدخان الضار. أرى أنّه فرصة لأنه سوف يمسك عن التدخين طول نهار رمضان، وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الأكل والشرب والذهاب يمينًا وشمالاً إلى المساجد، وإلى الجلساء الصالحين.

كثير من المدخنين يرون أنّ الاقلاع عن التدخين هو من الأمور الصعبة، لأنهم أصبحوا مدمنين عليه ولا يمكن تركه، وهذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، ولو كان صحيحًا لكنّا رأينا الصائمين من المدخّنين في نهار رمضان مثل المجانين يهلوسون ويصرخون، أو لما استطاعوا أن يمارسوا حياتهم اليومية الاعتيادية.

لكنّ هذا طبعًا لا يحصل دائمًا رغم أنّ فترة الصيام تمتدّ أكثر من 10 ساعات، وهذا دليل على أنّ الإنسان يستطيع بإذن الله وداع هذه الآفة الخبيثة وأن يزفّ لأعضائه، وخاصة رئتيه، ولأهله خبر إقلاعه عن التدخين لتزداد الفرحة مع أفراح رمضان.

عندما تدخن المحيطون بك يدخنون أيضًا!
بعد التوقف مباشرة عن التدخين تقوم الأوعية الدموية بالتحسّن والتخلص من أوّل أكسيد الكربون العالق بها ويعود معدل ضربات القلب وضغط الدم إلى حالتهما الطبيعية بعد أن كانا مرتفعين نسبيًّا، وخلال أيام تتحسّن حاستا الشمّ والذوق بعد أن كانتا ضعيفتين بسبب التدخين.

الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخّين يعيشون عمرًا أطول من أقرانهم الذين لا يزالون يدخّنون، فبعد تركهم التدخين تصبح فرصتهم في الحياة كغيرهم من غير المدخّنين، وبعد 10 سنوات من الانقطاع فإنّ فرصة الوفاة بسرطان الرئة تقلّ بنسبة 30%-50% للمدخّنين السّابقين مقارنة بمَن لا يزالون مُدمنين على الدخان.

الصوم خير من التدخين!
إنّ الصائم الذي تمكّن من الامتناع عن التدخين طوال هذه المدّة يمكنه، بلا شكّ، الاستمرار في الامتناع عنه بعد الإفطار، فأضرار التدخين وما يسبّبه من أمراض مختلفة معروفة للجميع وكثر الحديث عنها والتنبيه إليها، وعلى سبيل المثال لا الحصر: أمراض القلب، سرطان الحنجرة والرئة والمثانة، السكتة الدماغية، الضعف الجنسي الذي بيّنت الأبحاث والدراسات الطبية أنّ الرجال المدخنين وخاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يكونون مُعرّضين للإصابة به ستًّا وعشرين مرّة أكثر من غير المدخّنين، ومن المعروف أنّ المدخنين هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم من غيرهم.

لا بدّ من التذكير هنا بأنّ المريض الذي يدخّن يجب عليه أن يقرّر أوّلا الإقلاع عن التدخين، وبعد ذلك يمكننا نحن معشر الأطبّاء أن نقدّم له يد المساعدة، ففي إمكاننا اليوم إعطاء الأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من أعراض السحب، وكذلك تتوافر اليوم بدائل للنيكوتين.

باختصار شديد، إذا قرّرت الإقلاع عن التدخين توجّه إلى الطبيب المعالج فورًا واجعل من رمضان فرصتك للإقلاع النهائيّ عن التدخين.

أتمنى للمدخّنين صومًا هنيئًا من دون سجائر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]