أنا الفلسطيني العربي: محمد علي سعيد والنكبة.
ماذا تعني لي النكبة شخصيا؟.
1948 هو عام الاستقلال لإسرائيل، وعام النكبة للفلسطينيين، وبحسب رأيي هو عام الخيانة العربية للقضية الفلسطينية.
اسمي الكامل: محمد علي أحمد محمود سعيد مصطفى،.. ولدت لوالدين أصلهما من قرية شعب في الجليل الأسفل والبعيدة عن مدينة عكا 15كم، وهي قرية مجاهدة لم تستسلم، فقد أقام ابنها البار المجاهد القسامي أبو اسعاف (إبراهيم الشيخ خليل، وقد توفي في دمشق عام 2000) مجموعة من المجاهدين، عُرفت بحامية شعب. وكان والدي من أكثر المقربين من "أبو إسعاف" ومن رجالها الاشداء .. (فقد كان يزحف الى حيث سقط الشهيد ويمدده على ظهره والحامية تغطيه بالرصاص ويعود به الى قرية شعب).
بعد سقوط قرية شعب، نزح ابي وعائلته مضطرا باتجاه لبنان،( كباقي سكان شعب). وكانت قرية البعنة هي محطة النزوح الأولى الى لبنان (من قرى الشاغور في الجليل الأعلى، والمجاورة لقرية دير الأسد). كان أبي مرتبطا بالخطوبة من حنيفة أبنة أحمد ظاهر الأسدي (وهو أحد أعيان عائلة الأسدي في شعب، والتي تعود في أصلها الى قرية دير الأسد)
اقترح الشاعر الوطني حنا ابراهيم الياس (وكان والده ابراهيم الياس/أبو حنا، قائد فصيل في ثورة الشيخ عز الدين القسام، وقد ربطته علاقة وطنية قوية مع عمي محمد الذي من مجاهدي القسام واستشهد معه)؛ على أبي بأن يتزوج ليضع الحكومة تحت الأمر الواقع ( لأنه كان يعيش متسللا ومغضوبا عليه ومطلوبا لدوره المقاوِم في حامية شعب) وهكذا كان العرس ، إقامة حفلة للعروس والعريس مختبئ في الجبل والجنود يحيطون العرس، فهي فرصة للقبض عليه حيا.
ولدتُ أنا محمد وأخويّ (توفيق ووفيق) بصورة سرية وكما نقول: مهربين ( إقرأوا رواية باب الشمس لإلياس خوري). وشرفوني باسم عمي محمد. الذي استشهد مع صديقه توفيق أيوب (من قرية شعب) مع شيخ المجاهدين عز الدين القسام في أحراش يعبد، وتمّ التمثيل بجثته التي أخذها أهل عرعرة الكرام. وأبي حاول أن يكون مثله مجاهدا، فانتسب بحماس لحامية شعب عام1948.
وتوزعت عائلة محمود السعيد مصطفى في الشتات العربي والاجنبي.. في الدنمارك حيث زرتهم، وفي لبنان وسوريا. وقبل شهر تقريبا تعرفت (بفضل الفيسبوك) على ابناء عمي حسن (شقيق أبي الوحيد) وهم في الامارات.. ولم يبق في البلاد ( حلقة القرابة الاولى: أعمام وأخوال) الا بيتنا وانا الابن البكر).
ولدت وشقيقاتي واشقائي في قرية البعنة/ الجليل الاعلى.. وكبرنا ولا أرض لنا فهي مصادرة في شعب.. ويسري علينا قانون الحاضر الغائب، حاولنا ان نعود الى شعب ولم ننجح لأن دائرة أراضي اسرائيل اشترطت علينا بيع أو تبديل أرضنا، ورفضنا.
وكانت المصادفة أننا كنا في عرس في طمره وعرفنا بوجود قطعة أرض ودار للبيع، فاشتريناهما، ورحلنا من البعنة الى طمره عام 1975.. وما زالت ارضنا في شعب مصادرة ولم نبعها ولم نبدل بها، (فبناية المدرسة الشاملة في شعب مقامة عليها). فالوطنية كما أفهمها، سلوك عملي وليست شعارات كلامية جوفاء.
ولكل زمن وسائل نضاله الوطنية، أخذت عهدا على نفسي أن أخدم مجتمعي وأعطيه مما عندي وأقدر عليه ومجانا.. أقدم المحاضرات في المدارس والمؤتمرات والمؤسسات مجانا، ومكتبتي (أكثر من 10000 كتابا) مفتوحة لطلاب المعاهد العليا ويؤمها العشرات أعيرهم الكتب/ المصادر واشرح لهم بدون مقابل كيفية بناء الوظيفة الأكاديمية، وأدعم المواهب الأدبية الواعدة، وأقف مع المغمورين من الأدباء. وعملت في التحرير الأدبي مجانا، ( مثلا في مجلة الشرق أكثر من عشرين عاما).. كنت أتأخر يوميا في المدرسة لأعلم التلاميذ الضعفاء، ولا أذكر أني أسأت الى أحد، أو قمت بعمل سيء، وتربطني علاقة طيبة جدا مع جميع الأدباء تقريبا، ومع كل الناس الطيبين،... وغير ذلك (ولساني في حق نفسي قصير... والحمد لله أنام مرتاح الضمير جدا وجدا).
وشعاري كان ولما يزل: السعادة في العطاء.. والانتماء دواء لكل داء. والمهنية في العمل . وهذا ناهيك بالطبع، عن موقفي الوطني اليساري ( ولكني لم أكن تابعا أعمى)، فأنا أعتز بنظافة وطنيتي وأخلاقي ويدي..
وعائلتي هي كل الناس الطيبين. والحمد لله. وأصبح لنا أكثر من تعريف: فلسطينيو الداخل. فلسطينيو ال 48. عرب الداخل، عرب الخط الأخضر.
النكبة = شعباوي الاصل.. بعناوي المولد... طمراوي المسكن.. وحلقات انتمائي كغيري هي: فلسطيني القومية وعربي الأمة واسرائيلي الجنسية بحكم الظروف السياسية.
* الصور: أنا في مكتبي، وفوقي أبي وقد توفي عام 2003، والى جانبنا جدي وقد توفي عام 1965.
[email protected]
أضف تعليق