فرح مرقه: ماذا يريد الأمير حمزة بن الحسين في الأردن؟.. نسخٌ من محمد بن سلمان لمحاربة فساد لبنان وبقية دول العرب.. ترامب يخبر السعوديين أين ذهبت “أموالهم المُستعادة”.. واحتفالات تعديلات الدستور مستمرةٌ بحالة الطوارئ في مصر..
فرح مرقة
يتساءل الأردنيون بين وقت وآخر “ماذا يفعل الأمير حمزة بن الحسين، وماذا يريد؟”، ضمن سلسلة طويلة من التحليلات التي لا تنتهي والتي تحمل في طياتها معظم السيناريوهات التي خطرت أو لم تفعل على رأس الأمير نفسه.
السنة الأخيرة حملت الكثير من أنشطة الأمير الشاب ولم تكن “الجاهة الشهيرة” إلا نشاط إضافي للأمير، كما تحمّلت كل الأنشطة كذلك الكثير من التأويلات التي يفضل الأردنيون عدم قولها إلا في جلسات النميمة والتي تختلط غالباً في جلسات سياسية.
يسأل الجميع إذا كان يريد مزاحمة الملك عبد الله أو حتى ولي العهد الأمير حسين ابن الملك، وكأن الحال الحالي يحتمل عملياً مزاحمة في المُلك على بلدٍ مستقر على عدم الاستقرار كالأردن، يعيش وسط سلسلة من الأزمات المجاورة التي “تخضّه” وتؤثر فيه وبأبنائه، إضافة إلى سلسلة من الأزمات الداخلية التي خلقتها وأشعلتها نخب النميمة نفسها.
أتابع جيداً وبصورة حثيثة كيفية تعامل وسائل التواصل مع تغريدات الأمير، وأبتسم فعلاً أمام سيناريوهات المزاحمة الأميرية للملك في هذا الوقت بالذات، هل تعرفون لماذا؟، لأني أظن أن الجميع خاسر مع اقتراب إعلانات إدارة ترامب، والمزاحمة المزعومة قد تمعن أكثر بكثير في خسارة المزاحِم، والأمير يعرف ذلك أكثر من سواه.
**
صبية لبنانية وقفت في برنامج “صار الوقت” على شاشة MTV وفي مداخلة واضحة تنم عن كل مظاهر خيبة الامل وقلة الحيلة من السياسيين الذين يغيرون وجه بلادها للأسوأ، تمنت أن يكون هناك “محمد بن سلمان” يحضرهم جميعاً ويأخذ منهم ما حصّلوه على ظهور الشعب اللبناني، على غرار ما حصل في فندق ريتزكارلتون في الرياض.
طبعا الفتاة تدرك ان الأمير بن سلمان لو “صحّله” ان يفعل ذلك بمسؤولي لبنان لن يقصّر، ولكنها استخدمت المثل لتعكس كم الإحباط من استشراء الفساد في بلادها.
بصراحة أعرف أكثر من شاب وفتاة يتمنون ذات القدرة الخارقة في بلادهم، لشعورهم بأن الناهبين في الجزائر ومصر والسودان والمغرب والأردن والعراق وغيرها لا تتم محاسبتهم كما ينبغي، هذا ان تمت محاسبتهم أصلا.
بصراحة، لو ان مهارات الأمير الشاب تُباع فرادى لاشترينا كشباب الكثير من الجرأة في محاربة الفساد ومزجناها مع رجال قوانين في بلادنا وأصبح لدينا بلاد متقدمة على معايير الديمقراطية والشفافية ومحاربة الفساد. الإشكال الوحيد أن مهارات الأمير جاء معها الكثير من الاحتجاز والتعذيب والقتل والتقطيع والحروب. ولا أعرف ان كان لبنان تحديدا يستطيع تحمل الاعراض الجانبية لهذا النوع من محاربة الفساد؟!
**
بالمناسبة، واحده من اهم الاعراض الجانبية في حكاية محاربة الفساد على طريقة بن سلمان، هي ان لا يعرف السعوديون اين ذهبت نقودهم إلا حين يستمعون لخطاب للرئيس الأمريكي المغرور دونالد ترامب، وهو يغالي في تعاليه عليهم ويتحدث كيف “فاصَل” مليكهم وحصّل منه نقوداً كانت من حق كل سعودي وسعودية لو تمّت مكافحة الفساد في الطريقة القانونية.
**
“قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إعلان حالة الطوارئ لثلاثة أشهر احتفالا وابتهاجا بنجاح التعديلات الدستورية التي تحوّله رئيساً منتخباً إلى ما قبل الأبد بقليل”، هكذا سخر المصريون من التعديلات والاعلان معاً، بينما أصرت بلاد عربية كالسودان وتونس التضامن مع المصريين ورفض وضع القاهرة تحت قهر الرجل الواحد.
صديقٌ عاد من مصر قريباً تغنى بجمال شعبها وطيبهم وكرمهم ثم تعليقاً على حالة الطوارئ قال “والله من ظن أنه يستطيع أن يحكم هؤلاء بالقهر لا يعرف مصر”.
*كاتبة أردنية
[email protected]
أضف تعليق