لم يهبط كل الغبار بعد على الأرض ولكن يمكن البدء بالاستنتاجات
1 إسرائيل أكثر يمينية ودينية وأقل أخلاقية( متهم بالفساد يفوز للمرة الخامسة) وغطرسة وإمعانا في الاحتلال والاضطهاد وتجاهل الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساسية.
2 مثل هذا التحول يلزم المجتمع العربي بعدم التنازل عن الساحة البرلمانية للحد من مخاطر ودرء لمفاسد،لجانب إعادة بناء النضال الجماهيري واستعادة الميدان قبل البرلمان واستعادة التثقيف والتعبئة بدلا من النضال الإعلامي عن بعد وتوفير دفيئات قيادية علها تنتج قادة يتمتعون بقوة وكفاءات وكريزما أكثر.
3 السياسة العربية وصلت لنهاية مرحلة تاريخية لن يكون من الممكن الاستمرار فيها بعدما تقادمت وشاخت واختلت أولوياتها ومنظومة قيمها واعتمادها على نظام الفزعة والاستعطاف بالساعة الأخيرة. وبالطبع الضرر يقاس ليس بما حصل فحسب بل بما كان يمكن ان يحصل وهو اخطر. تراجعت نسبة التصويت عند العرب ب 9% وهذا تراجع كبير ناهيك عن تسرب أصوات أكثر للأحزاب الصهيونية على الأقل بمقعدين. كان بمقدور المشتركة إحراز 13 مفعدا ع الأقل لو نجت من ذبحها ع مذبح المصالح الخاصة.. وهذا يعني إمكانية تأثير حقيقية في النظام الحاكم في إسرائيل بخلاف مزاعم مقاطعين ومراقبين.. وهناك أمثلة في الماضي تدلل ع إمكانية لعب العرب دورا حاسما في السياسة الإسرائيلية( 1993 و 1996 و 2001 و 2005 ). في المقابل توحدت احزاب اليمين المتطرف وبنجاحها بخمسة مقاعظ أنقذت نتنياهو من هزيمة. الوحدة قوة.
4 القيادات ورؤساء الأحزاب العربية يتحّملون المسؤولية الأكبر لهذا الفشل البرلماني( فقدان ربع المقاعد حتى الآن وربما النصف) الذي ينعكس على كل السياسة العربية ومكوناتها ومؤسساتها ويعمّق أزمتها. ربينا كل عمرنا على أن الوطن/ الشعب يسبق الحزب والحزب أهم من القائد. القادة الحالية قلبت الطنجرة على تمها وصار الزعيم (هو ومقربوه وأقرباؤه أحيانا) أهم من الحزب ومن الوطن. في أحيان كثيرة ناشطون أكثر مما هم قادة.
5 الموحدة أنقذت التجمع وهو مطالب الآن بمراجعة عميقة لدفاتره،خطابه ولهجته وأدائه أدواته نحو استعادة قواعده وشعبيته وإلا الانقراض. لن تكتب الحياة للحركة العربية للتغيير إن بقيت عائلية الطابع وستزول مع تنحي الطيبي عن المسرح.. وهي بالمناسبة لم تفز سوى بنصف مقعد إضافي مقارنة مع كان لها في المشتركة التي انسحبت منها وتسببت بتدحرجها حتى للتفكيك.
بدون عمل عربي /يهودي حقيقي ستفقد الجبهة خصوصيتها وستتراجع شعبيتها مثلما أنها بحاجة لاستقلالية أكبر عن الحزب الشيوعي وهذه مهمة أيمن عودة بالدرجة الأولى الذي بقي مقيدا طيلة معظم فترة رئاسته للمشتركة. الموحدة بحاجة لترتيب أكبر لجهازها الانتخابي- التنظيمي ولتوفير إجابات للمزاودات عليها من قبل الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا. الحملتان الإعلاميتان للقائمتين عقيمتان لكن حتى لو كانتا أفضل بكثير فهما عاجزتان عن تغيير كبير في ظل متغيرات وعقبات معطاة أخرى.
6 نجح رئيس المتابعة محمد بركة( صانع القرار الأول في الجبهة ) ورئيس الحركة العربية أحمد الطيبي بلعب دور مركزي في تفكيك المشتركة وفق توافق مسبق بينهما على خلفية اعتبارات خاصة بمعظمها وعليهما تحمل المسؤولية وهذا سبب إضافي كي يقومان بإخلاء الساحة لجيل جديد( يقودنا للجنة متابعة فاعلة منتخبة ) ويعطيهما محمد واحمد العافية مل كل ما قاما به.
7 الشعب قادر أن يعاقب ويكوي الوعي لأحزابه وسفرائه ومن لا يأخذه بالحسبان سيحكم عليه بالزوال بالمرة القادمة. الشعب اشمئز من أزمة المحاصصة والتناوب ولاحقا أغضبه تفكيك المشتركة والتحالف غير المنسجم في القائمتين والذي حرق ثلاثة أرباع مصداقية المتحالفين اليوم والمتراشقين بالأمس. صورة الانقلابات هذه كانت أشبه بالنكتة السوداء.. ولو تبدلت التحالفات لكانت النتيجة أقل مأساوية.
استشراء العنصرية وقانون القومية لعب دورا أقل أهمية مما يشاع في إبعاد العرب عن الصناديق وإن كانت مصيدة الكاميرات من قبل ناشطي الليكود قد ردعت البعض من المترددين عن التصويت وهي خطوة لم تنجح الأحزاب ولا نحن في الإعلام مواجهتها بالوقت المناسب.
للحديث تتمة
[email protected]
أضف تعليق