بقلم : غالب سيف
الانتخابات للكنيست أمر واقع وستكون في 9.4.2019 , لدى المشتركين في التصويت ولدى المُمتنعين أيضا, وهي التي ستقرر الاتجاه والظروف التي سنعيشها في الحقبة المُقبلة, أهي تحت هيمنة اليمين الفاشي, الذي شلّط وما عاد يخفي حقيقته الفاشية وأهدافه الترانسفيرية\التهجيرية لنا كعرب, بغض النظر عن الطيف والطائفية , لتبقى بلادنا\وطنا لليهود, منظّف في لغة هذا اليمين, أو قوى بديلة عندها ولو الحد الأدنى من نوايا توفر ولو الحد الأدنى من العيش المشترك أو شوية عدالة ومن ثم شوية أمل. الأمر المؤكد 100% هو أن الذي سيقرر هذا الاتجاه والظروف, عند الذي يعرف أو لا يعرف, هو التصويت ونسبته, ونتائجه. أكثرية جمهور شعبنا مقتنعة بضرورة المشاركة في هذه العملية, وأكثرية من سيصوتون من أبناء شعبنا لن يعطوا صوتهم للأحزاب الصهيونية, ولكن نسبة ليست بقليلة ما زالت مترددة, ومنها نسبة تعتبر حالها عقائدية .. ولديها عدم التصويت والمقاطعة ستعيدنا الى ما قبل عام 1948, عام النكبة, أو الى ما قبل عام 1517, الى ما فبل الحكم العثماني, يعني عيش يا .. وأعطي هذا اليمين المستوحش يعمل ما يشاء حتى .., وقسم آخر اعتباراته إما الله يُستر أو أن تقييمه واقع تحت حالة اليأس أو التأثّر من دعاية الآخرين المغرضين.
لأننا عند ساعة الصفر قبل التصويت, وعلى كل واحد منا أن يُصوّب الفكر والعمل, بمسؤولية ودقة وضمير, لكي تأتي حسابات بيدرنا على حسابات غِلتنا, وهنا لن أكرر وأعود لكل الاعتبارات التي ذكروها قبلي كل الداعين للتصويت ولأهميته, وكلها صحيحة ومُقنعة وواجب وطني ووجودي عالي مراعاتها. في هذه العُجالة وفي هذه الصرخة التي آمل أن تأتي بتصويت أهلنا الجارف, اردت أن الفت نظر أبناء شعبنا فقط نحو قانون كامينتس , والذي تعتبره قوى اليمين الفاشية المُكمّل لقانون القومية والوسيلة لتطبيق صفقة القرن ضدنا عرب ال 48 أو الداخل, لأن تطبيقه سيحقق بالنسبة لهم حلمهم بتركنا وطنا وعن طريق هدم البيوت وعدم السماح ببناء دور جديدة. أعرف أن هذا الكلام كبير وخطير, ولكنه هو الواقع, ولن أتطرق لكل حالات الهدم, قبل أقل من أسبوعين تم هدم 12 دار في عرعرة وقلنسوة وراهط, وكان برنامج لهدم 3 أخرى في الرامة, فِعلةٌ انتخابية فيها رسالة للنقب والمثلث والجليل .. وللجمهور اليهودي, اليميني خاصة, ولكل أطياف شعبنا, الطائفية والحزبية, فيها يقولون لنا كلكم مستهدفون .. أما للجمهور اليهودي جاءت لكي يؤكدوا له أنهم على عهد تهجيرنا ماشين. تم تنفيذ الهدم في المثلث والنقب, أما في الرامة أُجبرت أدواتهم على التراجع وليس من أدمنتهم أو تغيير لنواياهم, وإنما بفعل وتحت تأثير المقاومة الجماهيرية البطولية لهذا الاعتداء والاجراء. اذا لولا هذه المقاومة البطولية والمحسوبة والصحيحة لهذه الجماهير, لكانت جلاوزة وآلات الهدم نفذت جريمتها ايضاً في الرامة. عندنا كعرب أكثر من 50 الف بناية تقع في دائرة خطر هذا القانون العنصري الفاشي, منها 25 الف في القرى العربية الدرزية, أي 50% من المشكلة, أمر مُستغرب أليس كذلك, وجدير بالدراسة والتحليل, ولنا في لجنة المبادرة العربية الدرزية تقييم ووجهة نظر للأسباب التي أوصلتنا لهذه الفاجعة, وكلها تقع على مسؤولية الأحزاب الصهيونية وزلمها, وليس هنا المكان لطرحها, وفي هذا السياق وتفادياً لألا يأتي من يشكك في حقيقة هذا المُعطى, له وللجمهور أُذكّر أن السيد مفيد مرعي – رئيس مجلس حرفيش ومنتدى الرؤساء الدروز والشركس السابق, هو من ذكر أنه هناك 20 الف بناء غير مرخص في القرى العربية الدرزية, وعندما نشرنا هذا الرقم واستنادا لهذا المصدر, جاء لنا أحد العاملين في الكنيست وأشار لنا أن الرقم الصحيح هو 25 الف, لذلك عدلنا بناءاً عليه. اذا نحن أمام فاجعة ستضطرنا, بإرادتنا أو بدونها, أن ندافع عن بيوتنا ووجودنا, ومهما كلف, وهذا الأمر أصبح واضح ومفهوم لدى الجميع, خاصة من يسهرون الليالي لكي ينالوا منا ومن وجودنا, وهنا في هذه الجزئية الهامة جداً في حياة أهلنا وشعبنا كله وبدون استثناء, خاصة الأزواج الشابة منه, ارجو التوقف الرصين والمسؤول, والتفكير العميق والجاد, واجراء العملية الحسابية البسيطة جداً, مين أهون وأربح, المواجهة طريق هذا التصويت وبالتالي اسقاط هذا اليمين الفاشي الذي يهدد وجودنا وحياتنا, أو تأجيل هذه المواجهة حيث سنضطر الى مواجهته الحتمية بما سيكلفنا آلاف المرات أكثر من مجرد التصويت. بيبي خائف ومرعوب من تصويتنا ورفع نسبته, وأنا كشخص خائف ومرعوب أن يعطيه أصحاب موقف المقاطعة والامتناع هذه الهدية على طبق من ذهب, وأن يفكوا له عقدته ويحققوا له حلمه.
أهلي وناسي ومن أعزهم بكل جوارحي ومشاعري, من كل الطوائف والأطياف, اخرجوا للتصويت, اطلعوا عن همتكم, شِيمنا كعرب الكرم والجود, اكرموا على حالنا جميعا وبدون استثناء بصوتكم, مش أكثر , الصوت .. يا سامعين الصوت, هيك كانوا آبائنا وأجدادنا يستنفرون الجميع عند وقوع الحالات الطارئة والوجودية, لأن التصويت هذه المرة وتفويت الفرصة على اليمين المستوحش , ليس فقط أنه مقاومة فعلية لهذا اليمين, وإنما بداية الطريق لإلغاء فعلي لصفقة القرن وقانون كامينتس وقانون القومية وأخواتهم الذين يهددون حياتنا ووجودنا .
( كاتب المقال رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية)
[email protected]
أضف تعليق