أنهى رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، خطابه في مؤتمر جفعات حبيبة، قبل أربع سنوات، والذي عرض فيه مفهومه للشراكة اليهودية العربية، بالعبارة التالية: "لم يُفرض علينا العيش معًا- بل وُعدنا للعيش معًا". وبدوري أقول هنا، الحمد لله، فكم من الثروة البشرية والثقافية وكم من التنوع والقوة والجمال، تحويه الحياة المشتركة بين العرب واليهود هنا في إسرائيل.
في السنوات الست والنصف الماضية التي عملت خلالها مديرًا تنفيذيًا لجفعات حبيبة، أشعر أنني أصبحت إنسانًا أفضل، ومتصالحًا مع نفسي أكثر، وذلك بفضل ما تعلمته من شركائي وشريكاتي (إخوتي واخواتي) في المجتمع العربي، وبفضل الثقافة وبفضل المجتمع العربي اللذين أصبحا جزءًا من حياتي، لقد أصبحت إسرائيل دولة مثيرة وجذابة أكثر بكثير بالنسبة لي.
ولذلك، فإن قانون القومية العنصري يهددني تمامًا كما يهدد شركائي وشريكاتي من العرب. وهكذا، فإن سياسة الإقصاء، العنصرية وانعدام المساواة تجاه المجتمع العربي، تثير استيائي الشديد، وتستفزني للعمل بكل قوتي من أجل خلق مستقبل مبنيّ على الحياة المشتركة وعلى أساس المساواة الحقيقية.
وعلى أساس هذه المشاعر بودّي مخاطبتكم عشية الانتخابات- لا تدعوا بنيامين نتنياهو يفوز. لا تدعوا حملة التحريض ونزع الشرعية عن المواطنين العرب في إسرائيل أن تستمر إلى الأبد. لقد عمل نتنياهو واليمين في السنوات الخمس الماضية على كم الأفواه وتعطيل القوة السياسية المحدودة التي لديكم. نتنياهو يفعل ذلك لأنه يدرك حقيقة بسيطة: إذا تساوت نسبة الناخبين العرب بنسبة الناخبين اليهود، فلن يستمر في السلطة !!
لهذا السبب قاموا برفع نسبة الحسم، وعندما لم ينجح ذلك في إبعاد ممثليكم عن الكنيست، أخافوا اليهود من أن "العرب يتدفقون على صناديق الاقتراع"، وفازوا بالسلطة بهذا الأسلوب. وها هم قد بدأوا الحملة الانتخابية الحالية بالشعارات العنصرية ضد التصويت العربي، وضد الأحزاب العربية وضد "اليسار الخائن"، أولئك الذين يؤمنون بالشراكة اليهودية العربية (مثلي).
يثبت الاستطلاع الذي نشره معهد يافا للأبحاث أن تحريضهم، حتى الآن على الأقل، يؤتي بثماره- 51 في المائة فقط منكم ينوون الخروج للتصويت. لقد نجح بيبي في زرع اليأس في المجتمع العربي بقدرته على التأثير السياسي. ويمكن أن نضيف إلى ذلك، انعدام الثقة بأن يكون هناك أي تأثير للأحزاب العربية.
وفي مواجهة هذا المشهد، بودّي أن أقترح بديلاً: اخرجوا للتصويت وادعموا ميرتس.
اخرجوا للتصويت لأن نتنياهو يخاف منكم، فصوتكم هو الصوت الأكثر أهمية في الانتخابات، وبدونه لن يكون هناك 61 مقعدًا تسدّ الطريق أمام نتنياهو.
اخرجوا للتصويت، لأن من يحتاج إلى أصواتكم بعد الانتخابات من أجل تشكيل ائتلافه (أي حزب أزرق- أبيض) سيضطر أن يدفع الثمن كاملًا وأن يلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع العربي في إسرائيل وأن يغيّر سياسته تجاه غزة والضفة الغربية.
صوتوا ميرتس، لأنها الحزب الوحيد في إسرائيل الذي يعمل ويلتزم بالشراكة اليهودية العربية.
صوّتوا ميرتس، لأنه عندما كانت في الحكومة، عملت سوية مع قادة المجتمع العربي واستخدمت نفوذها الحكومي، للقضاء على العنف في المجتمع العربي الذي ينغص العيش ويمنع الشعور بالطمأنينة.
صوتوا ميرتس، لأنها ملتزمة بتنظيم البناء غير القانوني وإلغاء "قانون كامينيتس" وإعداد البنية التحتية التي تمكّن البناء والتطوير في المجتمع العربي، في النقب والجليل والمثلث.
صوتوا ميرتس، لأنها تعمل بكل قوتها لإلغاء قانون القومية، وليس تغيير بند هنا أو هناك. لقد قررت قيادة ميرتس، برئاستي، أن تعمل بكل القوة ضد هذا القانون السيء فورًا بعد إقراره، وهكذا تقدمت ميرتس بالتماس لمحكمة العدل العليا وأعدت مشروع قانون لإلغاء قانون القومية.
ميرتس ليست شريكة لكم، إنها تسعى لتكون بيتكم السياسي. البيت المشترك لليهود والعرب الذين يناضلون من أجل المساواة والسلام.
أنا موجود في موقع هام في ميرتس، ومن هنا أطلب شراكتكم، الأسبوع المقبل في الانتخابات، ولاحقًا في بناء قوة سياسية كبيرة ومشتركة، تقود نحو مستقبل لمجتمع مشترك ومتكافئ. دعونا لا نيأس من قدرتنا على التغيير.
دعونا نطيح بالحكومة الشريرة الحالية، وان نُلزم الحكومة البديلة أن تكون بديلاً يحمل قيمًا، من شأنها أن تجعل إسرائيل بيتًا مساويًا لجميع مواطنيها.
يانيف ساجي- رئيس إدارة ميرتس
[email protected]
أضف تعليق