تتزاحم في صفحات الفيسبوك، منشورات الغضب والسخط من جريمة القتل التي اودت بحياة سوزان وتد.
وتطالب النساء، حمايتهن من الظلم الذي يمارس ضدّهن.
وقالت مها النقيب من اللد:" يصعب علي وصف شعور الاحباط والعجز وحتى الخوف الذي يتركه في نفسي ونفس غالبيّة النساء، بعد كل خبر قتل إمرأة، وبالذات عندما يكون الفارق بين خبر قتل الواحد والاخر فقط عدة ايام، ودائما تكون اصابع الاتهام موجهة لداخل عائلة الضحية، لمن كان أقرب الناس لها، وحتى من هم دمهم من دمها".
وتابعت:" هذا الاحباط الذي يجعلني اسأل نفسي، ما يمكن لنا أن نقول ولم يقال حتى اليوم؟! ما يمكن ان نصنع ولم نعمل به حتى اليوم؟!".
وتساءلت النقيب:" هل اصبحنا مجتمع كل رجاله يحملون خاصة احتمال كونهم مجرمون مستقبلين بنسبة عالية؟".
اكدّت مها على انّ:" لا يمكن لنا تقبل هذا الاستنتاج، لا يمكن لنا ان نستسلم لهذا الدمار المجتمعي، قد آن الآوان ان ينتفض الرجال قبل النساء، جميع القادة السياسين ورجال الدين قبل النسويات والجمعيات النسوية، أن ينتفض على محاربة هذا الوباء المجتمعي".
وأنهت كلامها قائلا:" تعلمنا من القصص الدينية انه عندما فسد مجتمع اتاهم نبي، وان لم يغيروا جاءهم الطوفان، ونحن كلنا امل اننا شعب مناضل ولد ليحيى ويستمر بالحياة، وننتظر الانبياء ولا ننتظر الطوفان".
جبن من الصمت
وقالت سمر سمارة من الطيرة:" سوزان وتد بدأ الحديث عنها فقط عندما وجدت جثتها رغم انّه فقدت اثارها منذ ايّام ، ولكننا جبناء، صمتنا لننتظر عودتها وكاننا واثقون من عودتها وكأنّه لم تختفي اثار اخريات من قبلها ووجدوا مقتولات اذاً فلنخرس جميعاً ولنستحي ولنخجل من انفسنا اتجاه انفسنا كمجتمع واتجاه الاناث".
وتساءلت سمارة في حديثها:" سوزان قتلت سنستنكر وسنستنجد وسنتظاهر وماذا بعد؟؟".
واختتمت حديثها قائلة:" ٨٠ ٪ من قتلة النساء العربيات يعيشون ويمرحون في الارض احياء يقررون ويعبثون بحياة النساء كيفما يهون ويريدون دون رادع وعلى الحكومة ان تضع هذا الموضوع ضمن سلم الاولويّات وأن تتخذّ خطواتها الجديّة ومحاسبة الشرطة على تقاعسها فالجريمة القادمة ليست بعيدة".
جريمة مدبّرة
بدورها، قالت سماح سلايمة لـبكرا:" وجاءت الجريمة الرابعه لهذا العام مع مقتل المرحومة سوزان وتد، جريمة كما يبدو مدبرة قتل متعمد، نقل الجثة ودفنها وإخفاء معالمها ومن ثم تقديم شكوى عن امرأة مفقودة. كيف يمكن أن يستوعب العقل قتل امرأة بهذه الوحشية ، وحرمان أطفالها منها، كما يبدو انها عانت من علاقه زوجية مضطربة ، وواجهت العنف الاسري مطولاً، عرفنا أيضاً انها خافت التوجه للشرطة لطلب المساعدة ولكنها توجهت للشؤون الاجتماعيه في بلدتها".
وزادت:" هذه الجريمة تذكرنا مرّة اخرى ان جرائم قتل النساء ليست قدر محتوم ، وان علامات العنف ضد تظهر مبكرا وعلينا كمجتمع وأهل ومهنيين أخذ كل ضربة محمل الجد، وعدم التهاون نهائيا بأي حادثة عنف ضد امرأة . يمكن علاج عنف الرجال، ويمكن تدريب اي رجل على السيطرة وعدم استخدام العنف ، نحن بحاجة لاستثمار طويل الأمد وجدي في تربية جيل من الرجال يحترم النساء والعلاقات الزوجية ويعلم آليات التواصل بين البشر دون اللجوء للعنف والقتل. هذه غاية قابلة للتحقيق بالتربيه والأخلاق والتدريب المكثف".
رادع قوي
وتابعت:" من جهه اخرى لا بد من رادع قوي وحازم ضد القتله جميعاً، فلن يجدي أي برنامج توعوي او وقائي نفعاً دون الرادع القانوني ، فعندما تعمل النيابة العامة والشرطة على ادخال كل المجرمين والقتلة للسجن سنوات طويلة ليتلقوا العقاب على جرائمهم سنشعر نحن الناشطات النسويات والعاملات الاجتماعيات المعلمات والمعلمون وحتى رجال الدين ان عملنا لا يطير في مهب الريح، وان هناك جدوى من العمل التربوي والتوعية الاجتماعيه في قضايا العنف".
اخر الضحايا
وأنهت حديثها معنا:" أتمنى ان تكون سوزان اخر ضحايا هذا العام الدامي، وأتمنى ان تعي جميع نساء البلاد ان هناك من يساعد ويساند ضحايا العنف وعلينا التجند لمهمة مكافحة قتل النساء جميعاً".
من جانبها، قالت سجى ابو خيط لـبكرا:" نشهد بالسنوات الأخيرة تزايد في عدد النساء القتلى. استيقظنا اليوم على خبر مفجع بمقتل سيدة في ريعان شبابها وام لطفلين بعد احتفالنا قبل ايام بعيد الام ويوم المرأة العالمي، في شهر المراة والارض ،اهكذا يتم تقديم العرفان للأم للزوجة للكنة للاخت لرفيقة الدرب التي تعيش على الحلوة والمرة ،؟ اهكذا يتم الرد على الجريمة بالصمت قتلناك عدة مرات يا سوزان لحظة صمتنا، ولحظة قتلك".
اكدّت ابو خيط على انّ:" أصبح قتل النساء مجرد خبر عادي وكل امراة تضاف كرقم لقائمة الناس التي قتلت ونقوم بالاستنكار وتغيير صورة البروفيل لايام قليلة ومن ثم ننسى وكأنه شيئا لم يحدث..اطفالها وحدهم يبكون ويتذكرون ..اطفالها وحدهم يعيشون اللوعة والالم.. لمواجهة هذه الظاهرة، علينا ان نتوحد جميعا ان نعمل كخلابا النحل في كل مكان وكل الوقت لنمنع الجريمة القادمة".
واختتمت حديثها:" علينا العمل على زيادة الوعي، زيادة فرص العمل، زيادة فرص التعليم وتشجيع الفتيات والشباب على مواصلة التعليم فالعلم اساس لحياة مشرقة وبعيدة عن الجهل والظلام".
يشار الى انّه فقدت اثار سوزان لخمسة ايّام.
[email protected]
أضف تعليق