يتخيل لنا دائمًا، أن الحجر مجرد جماد لا حياة فيه، وليس وراءه حكاية أو قصّة، بينما شهد أحداثًا مثيرة حكت اَلام ومعاناة شعوب وواقع مرير.
فنّان سوري بسيط، جعل من الحجارة الصّماء الغدارة تحسّ وتتكلم بلغة مميزة، تحكي ألف قصّة وقصّة تجاوزت الحدود واللغات، ليتغلب الحجر ويصبح أقوى من كل أسلحة الدمار على أنواعها ويسقط الهيمنة، البلطجيّة والظلم ليثبت أن للفنِّ وجهًا آخرَ وأشكالًا متشعبة ذات دور في الحياة، إذْ ينسينا متاعبَ هذه الحياة المعقدة، همومَها، ومشاهدَها المقلقة والمؤلمة.
تحوّل الصمت المطلق الذي ساد قاعة برنامج " أراب غوت تالنت– موهوب العرب-"، الفخمة بأنوارها الصاخبة وزينتها الملفتة إلى حدث تاريخيّ هزّ جدرانها والحاضرين وملايين المشاهدين، عندما نجح المتسابق السوري نزار علي بدر 54 عامًا عبر قناة "م. بي. سي" العربيّة في العرض الذي قدّمه أمام لجنة التحكيم، إذْ رسم لوحة بواسطة الحجارة تعبِّر عن مأساة الهجرة السورية، أبكت القلوب، أدمعت العيون، وأحدثت ضجّة إعلاميّة.
عضو اللجنة الفنان أحمد حلمي، الذي تكلّم متأثرًا أكَّد أن: " الحجر سينطق فيما نحن - بني البشر- اللي ما ننطقش"!
أمّا المطربة نجوى كرم فقالت: " مين اللي قال إنو الحجر ما بنطق؟! إحنا اللي ما منعرف نسمع"ّ!
يُذكَرُ أنّ هدف الفنان كان إيصال رسالة للإنسانيّة جمعاء، وقد عُلقت لوحاته التي لاقت صدًى كبيرًا وتشجيعًا في أماكن عديدة في العالم.
وفي هذا المقام يتداعى إلى الذهن قول الشاعر راشد حسين، ابن قرية مصمص:
" سنُفْهِمُ الصخرَ إنْ لم يفهمِ البشرُ أنّ الشعوبَ إذا هبّت ستنتصرُ"
كما يعيدنا هذا الفنّان إلى رائعة الشاعر التونسيّ، أبي القاسم الشابيّ، التي يستهلّها بقوله:
" إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة فلا بدَّ أنْ يستجيبَ القدر".
[email protected]
أضف تعليق