بعد أن أغرته زوجته وأكل من الطعام متمردا على تعاليم "الوهاب" اشتدت به الشهية ولم يكتف بثمار الأرض فقام بصناعة مجذاف.. قارب وشباك واعداً زوجته بإحضار ألذ الطعام، من اسماك وفواكه بحرية، ثم أبحر مسروراً باختراعه، وما ان هم بإلقاء الشباك في الماء حتى اشتدت الرياح وأخذت تتحكم بالقارب وتأخذه بعيداً، وبدأ يصارع الأمواج العالية التي سرعان ما قلبت القارب فتمسك بالمجذاف وحاول أن يعود إلى القارب إلا أن الأمواج رفعته معها عالياً ونزلت به بقوة حتى كاد أن يفقد صوابه، حدث نفسه قال :
- يبدو أن أمري قد انتهى جراء تمردي، سامحني يا "وهاب" إنها لم تكن أطماعاً وإنما طموحات عريضة !
وأشتد هيجان البحر فقال لنفسه:
- يبدو إني سأكون وجبة شهية لأحياء البحر بدلاً من أن تكون هي وجبة شهية لي ولزوجتي!
وفي هذه الأثناء بداء يشعر بدوران، وبينما هو بين الغيبوبة والصحو احس بضربة قوية كادت أن تشله فاستفاق بعض الشيء ونظر إذ بسمكة "قرش" أمعن النظر مرتعباً وعاد يحدث نفسه وهو يتحسس الجرح العميق:
- يبدو بان هذه هي نهايتي
ولكنه سرعان ما شاهد سمكة "الدلفين" تلحق بسمكة القرش وتقاتلها قتالاً عنيفاً لتمنعها من الاقتراب منه، وما أن نجحت سمكة "الدلفين" في إبعاد سمكة القرش حتى عادت لتدفع به إلى الشاطئ، ولكن سمكة " القرش" الجائعة عادت مسرعة لفريستها المفترضة وبدأت معركة شرسة بين السمكتين من جديد. وهكذا دواليك في مهمة صعبة لسمكة الدلفين على الجبهتين؟!! وكان قد عاد إلى وعيه وتولاه الاضطراب وسط مهمة سمكة الدلفين المزدوجة، وما أن وصلت به بر الأمان حتى قام بضربها بالمجذاف على رأسها بكل قوة فارداها قتيلة.
أخذت سمكة " القرش " تهز برأسها مبتسمة وعلا صوت ضحكها رغم وجعها الشديد جراء جراحها العميقة التي سببتها المعركة مع الدلفين ثم استدارت وهي تراقص ذيلها فرحة وشقت طريقها إلى أعماق البحر.
[email protected]
أضف تعليق