تعتبر مشكلة الجرائم والتلوثات في المستشفيات الإسرائيلية واحدة من أشد وأخطر المشاكل التي يواجهها الجهاز الصحي، لكونها تهدد حياة الآلاف من المرضى والزائرين وأفراد الطواقم العلاجية.

فوفقًا لتقرير عن مراقب الدولة- يموت من التلوثات في المشافي سنويًا ما بين 4-6 آلاف شخص.

وفي إطار البحث عن حلول لهذه المعضلة- أظهرت التجارب التي أجريت على مدى عام ونصف مؤخرًا في مستشفى شيبا تل هشومير ( بتل أبيب) والجليل الغربي في نهاريا- أن بالإمكان تقليص حجم العدوى بالتلوثات إلى النصف.

واستنادًا إلى الخبراء- فإن الجراثيم التي يحملها المرضى المتعالجون في أقسام الأمراض الباطنية وأقسام العلاج المكثف، تنتقل من مريض إلى آخر عن طريق أفراد الطواقم الصحية والأجهزة الطبية.

وفيما يتعلق بتجارب الحدّ من التلوثات- أطلق مشروع أطلقت عليه تسمية " درع الحياة"، وبدئ بتجريبه في المستشفيين المذكورين، واشتمل على التوعية بشأن الحفاظ على النظافة والتعقيم من قبل زوار المرضى وأفراد الطواقم، والمرضى أنفسهم، وعلى اتباع نظام عزل المرضى الذين يحملون جراثيم معينة، وعلى ارشاد الزائرين بهذا الخصوص، وتعقيم الغرف بأجهزة فوق بنفسجية، وغير ذلك.

تراجع هائل في الجراثيم المسببة للإسهال

ومن المقرر عرض نتائج التجربتين، اللتين بلغت تكلفتهما (14) مليون شيكل ( 4 ملايين دولار)- على كبار المسؤولين وزارة الصحة ومديري المستشفيات الإسرائيلية.

وأسفرت التجربة التي أجريت في مستشفى شيبا تل هشومير عن هبوط بنسبة 48% في الجراثيم من نوع CDI ( المسببة للإسهال الشديد وارتفاع حرارة الجسم وهبوط ضغط الدم، وظواهر أخرى شديدة). كما سجلت نسبة هبوط مماثلة في الجراثيم من نوع CPE ( وهي جراثيم فتاكة جدًا تعشش في الأمعاء، تصمد وتقاوم بمناعة المضادات الحيوية المتقدمة).

وبالمقابل، أسفرت التجربة التي أجريت في مستشفى نهاريا عن هبوط لافت بنسبة 69% في الظاهرة المسماة " كلابسي"- أي التلوث الناجم عن أجهزة القسطرة. كما أسفرت عن تراجع مشابه (67%) في تلوث الدم وتراجع بنفس هذه النسبة في ظهور جراثيم CDI وتراجع بنسبة 57% في جراثيم CPE.

الحل- أخذ زمام المسؤولية!

وعن ذلك قالت المشرفة على هذه التجارب، أورنا باربيباي- المديرة العامة لصندوق المشاريع القومية، أن نتائج التجارب تؤكد أن معضلة التلوثات ليست معضلة شاملة غير قابلة للسيطرة عليها، بل يمكن التغلب عليها عن طريق أخذ زمام المسؤولية على نطاق واسع " ونحن بصدد تعميم التجارب على جميع المستشفيات والمراكز الصحية".

ومن جهته، وصف البروفيسور ايتسك كرايسي، مدير مستشفى " شيبا تل هشومير" نتائج التجارب بأنها بمثابة بشائر طيبة للجهاز الصحي، وجميع الجهات ذات الشأن- من ناحية الثقافة التنظيمية ومشاركة جميع أفراد الطواقم العاملة في الجهاز الصحي في هذا الجهد البناء- كما قال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]