في عملنا بصياغة الاخبار ونشرها، صحيح انه من واجبنا نقل الحقيقة كما هي، ولكن احيانًا وفي اخبار الجرائم والمصائب، يكون اخفاء بعض الامور، او تغيير بعض المصطلحات، أفضل، لأنه يخفف من ألم العائلة. ونحن كصحافيين، جزء من المجتمع وبالتالي ألم الناس هو ألمنا.
يعني مثلًا، حينما ينتحر أحدهم، غالبًا ما نكتب ان ظروف الوفاة تراجيدية، ونكتفي بذلك.
وعندما تتعرض احداهن لاغتصاب، غالبًا مفضل ان نكتب أنها تعرضت لاعتداء، قد يفهم الناس الحقيقة، ولكن الفرق بين الكلمتين كبير، بالنسبة للعائلة المسكينة على الأقل.
هذه الظاهرة تذكرنا ايضا بظهارة دمغ صورة القتيل بـ"لوچو״ وشعار وسيلة الاعلام، وكأن صورة القتيل هي "سكوب" صحفي، دون الاهتمام لمشاعر الاهل الذي سيشاهدون دائما صورة ابنهم/ابنتهم مدموغة بشعار دعائي ومشوهة.
ونذكر أيضًا ظاهرة نشر صور الجثث والقتلى، التي تبرع بعض صفحات الفيسبوك بها، خصوصًا الصفحات التي حولت نفسها لوسائل الاعلام. فقط نحن العرب، في بلادنا وفي الدول العربية، في الحروب والحوادث، فقط نحن من ننشر صور القتلى والأشلاء، دون وجل أو اهتمام لمشاعر ذوي القتيل، وللأطفال الذين قد يشاهدون هذه الصور، وللناس. هنالك من يعتقد أن صور الجثث والضحايا تساعده في كسب تعاطف العالم. وهنالك- وهؤلاء هم الأسوأ- من يعتقدون أن هذه الصور تساهم في نشر صفحاتهم ومواقعك وتكسبهم المزيد من المشاهدات واللايكات.
الصحافة قبل كل شيء، انسانية وأخلاق .
[email protected]
أضف تعليق