قدّمت أسرة سيدة شابة ، كانت قد توفيت قبل حوالي عام ونصف في مستشفى "شعاري تسيدك" بالقدس – دعوى ضد المستشفى ،تتهم فيها مسؤوليه بالإهمال الطبي الذي أدى الى وفاة السيدة (وكان عمرها 31 عاماً) . 

وفي تفاصيل هذا الملف المطروح في المحكمة المركزية بالقدس – ان الفقيدة قد جُلبت الى المستشفى المذكور وهي تعاني من آلام حادة في البطن وانخفاض في ضغط الدم وهبوط في منسوب الهيموغلوبين ، وذلك بعد مرور خمسة أيام على انجاب الابن الرابع . ورغم ظهور وثبوت المؤشرات على معاناتها – لم يتم فحصها من قبل الطبيب ، الى ان انهارت وفارقت الحياة في قسم الطوارئ.

نزيف داخلي حاد

وأظهر الفحص الذي أجري للسيدة المتوفاة بجهاز السي . تي (ct) – نزيفاً وكتلاً متخثرة للدم داخل البطن ، الامر الذي أثار شبهات حول وجود تمدّد بالأوعية الدموية للطحال النازف ، لكن لم يُجر الأطباء فحصاً لهذه الشبهات ، وبقيت على هذه الحال طوال ثلاث ساعات في قسم الطوارئ . بل ان احدى الممرضات اتصلت عدة مرات بطبيبة النساء المناوبة وأخبرتها بحالة السيدة وبنتائج الفحص المخبري ، لكن الطبيبة لم تجد حاجة للقدوم على وجه السرعة للاطلاع على النتائج واتخاذ اللازم ، وذلك لانها كانت في ذلك الوقت تساعد طاقماً للتوليد في المستشفى – حسبما ورد في الدعوى التي تتضمن طلباً بتعويض الأسرة بملايين الشواقل .

"تشخيص نادر الحدوث"

وعقبت ادارة مستشفى "شعاري تسيدك" على الدعوى بالقول ان السيدة المذكورة قد جُلبت الى قسم الطوارئ بعد مرور ستة أيام على عملية ولادة سليمة دون مضاعفات ، وكانت تعاني من آلام في البطن ، وقد تولت احدى الممرضات العناية بها وتقديم الإسعافات الأولية لها على وجه السرعة ، فيما أظهرت جميع المؤشرات اللازمة سلامة الحالة ، وتبين للطبيب الذي أجرى فحوصات للبطن ان لا حاجة ملحة أو عاجلة لاجراء عملية جراحية .

وبالمقابل ، صدقت وزارة الصحة على النتائج التي توصلت إليها لجنة الفحص ، بالتنسيق مع الوزارة – على أن الأمر يتعلق "بتشخيص نادر الحدوث وغير متوقّع "- علماً ان اللجنة المذكورة أشارت الى انه كان من الممكن ان تكون وتيرة العلاج أسرع مما جرى ، مع التأكيد على ان سرعة العلاج "ما كانت لتمنع حدوث الوفاة " – كما ورد .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]