بعد كشف الشرطة عن قضية شهادات الطب والصيدلة المشكوك بها من أرمينيا، واعتقال أكثر من 40 طبيبًا وصيدلانيًا، بشكل مريب وفي منتصف الليل، ثم الافراج بعد ذلك عن معظمهم بعد عدم توفر أدلة دامغة ضدهم، اصبحت قضية الشهادات من بعض دول أوروبا الشرقية على المحك.
خلال الجلسة اليوم في لجنة الصحة بالكنيست، عبر النواب العرب عن استيائهم الشديد من طريقة اعتقال الأطباء المهينة، وقال المحامي احمد رسلان، وهو يرافع عن عدد من الأطباء، أن طريقة الاعتقال مهينة جدًا ولم يكن لها أي داع، واذا كانت الشرطة تقول أنها تحقق بالموضوع منذ عام ونصف، كيف تركت الأطباء يعملون مع المرضى طوال هذه الفترة وهي تشتبه في صلاحيتهم؟ لماذا نامت الشرطة طوال هذه الفترة وفجأة اعتقلتهم بشكل مهين؟ .
البروفيسور شاؤول يتسيف، مدير قسم الترخيص للمواضيع الطبية في وزارة الصحة، تحدث بشكل مطوّل لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية حول الموضوع، وقال في حديثه: أن قسم كبير من الطلاب يتعلمون الطب في جامعات ذات مستوى منخفض جدًا، لدرجة أن تعليم اللقب يكون بدون أي تجربة عملية للطلاب مع مرضى!
يقول يتسيف: في العامين الأخيرين، وصلتنا شكاوى عديدة حول التعليم في أرمينيا، هنالك عدد من الجامعات، وفي بعضها هنالك شبهات قوية حول تزييف بالشهادات، د. أمير شانون، الذي سبقني في هذا المنصب، وصلته شكاوى عديدة، وقام بتحقيق، وأبلغ الشرطة التي اعتقلت 40 شابًا.
وتابع: نحن لا نتحدث عن طلاب قاموا بتزوير شهاداتهم دون علم الجامعة، بل عن مشاركة الجامعة في هذا التزييف، حتى أن بعض الطلاب مكثوا فترة قصيرة جدًا في الجامعة وحصلوا على الشهادة.
وكيف نجح بعض هؤلاء الطلاب في امتحان الترخيص الحكومي؟ أجاب بـ.يتسيف: امتحان الترخيص الحكومة هو امتحان معلومات، وليس امتحانًا عمليًا، يمكن دراسة هذا المعلومات دون التعامل مع المرضى، ويمكن الغش بالامتحان ونسخ الاجوبة، رغم أننا لم نكشف حالات غش في الماضي ولكن كل شيء ممكن.
مستوى التعليم
يقول د. يتسيف انه سافر إلى أرمينيا بنفسه "وجدنا 4 كليات لتعليم الطب، فحصنا المواد، برنامج التعليم، ومدى التعليم بشكل عملي مع مرضى حقيقيين، ولم يعجبنا مستوى التعليم، حيث أن الطلاب هناك تقريبًا لا يتعاملون مع مرضى، في حين أن الطلاب في جامعات إسرائيل يتعلمون بشكل عملي مع حالات حقيقة، 3 سنوات من مدة تعليمهم.
وتابع: في أرمينيا وجدنًا طلابًا تعلموا سنة أو سنتين في الأردن أو في ايطاليا، بمستوى تعليم عالٍ، وبعد ذلك، ولأسباب اقتصادية او بسبب عدم نجاحهم في الأردن وايطاليا، انتقلوا للتعليم في أرمينيا، وهناك تم تقديمهم عدة فصول تعليمية مرة واحدة. يحصلون في أرمينيا على "الديبلوما" التي ليس فيها أي تعليم عملي، ويأتون إلى البلاد ليصبحوا أطباء!
وأضاف: مثلًا، كلية تعليم الطب في مولدوفا، فيها نحو 1300 طالب من إسرائيل يتعلمون الطب و200 طالب يتعلمون طب الأسنان، وبعدد مثل هذا لا تكون ساعات التعليم العملي كافية، فالحديث يدور عن أكثر من 2000 طالب، من إسرائيل ودول أخرى، بمستشفى واحد، مثلًا في إسرائيل عدد طلاب مثل هذا يتدرب في 20 مستشفى.
وتابع: لذلك نحن سنصدر الآن تحذير حول مولدوفا، كالذي أصدرناه عام 2016 حول أرمينيا، وفقه نحن نعلن أننا لا نلتزم بالاعتراف بشهادات مولدوفا. نريد حل المشكلة في شروشها.
هنالك عدد كبير من الطلاب، تعلموا في أماكن مشبوهة كما تقولون، ونجحوا في امتحان الدولة وبدأوا بالعمل، ألم تصلكم ردود فعل من الميدان؟ يقول البروفيسور يتسيف: طبعًا وصلتنا، مديرو الأقسام يتوجهون إلينا طوال الوقت، يقولون أنهم استلموا متدربين لم يروا مريضًا في حياتهم، ليس لديهم أي خبرة في الطب! ..
دورة ما قبل الامتحان الحكومة
الطالب بعد تخرجه من خارج البلاد، يتعلم دورة في معهد قبيل الامتحان الحكومة، وخلال هذه الدوري يجري امتحان، ويحصل على 10 علامات (بونوس) من هذه الدورة وامتحانها على العلامة الكلية للامتحان الحكومي الرسمي، وفي حالات معينة، تساهم هذه العلامات الـ10 هي سبب نجاح الطالب.
يقول البروفيسور يتسيف: تاريخيًا هذه، هذه الدورات أقيمت خصيصًا للأطباء من "القادمون الجدد" لدعمهم، ولكنها صارت للجميع، واليوم هنالك قسم من الطلاب يشاركون في هذه الدورات ليس من أجل التعلم، بل من اجل العلامات الـ10 .. والامتحان الداخلي في الدورة الذي يضمن هذه العلامات، لم يكن حتى الآن مراقبًا من قبل الوزارة، كل معهد كان يجري الامتحان على حدة.
وأضاف: الآن قررنا نقل الدورات التحضيرية لمسؤولية عمداء كليات الطب في إسرائيل، هم من سيعدون الامتحان، والبرنامج أيضًا، والعلامات "البونوس" ستكون أقل من 10، وهذا سيبدأ العمل به مع الامتحان الحكومي القريب.
وتابع: أما الخطوة التالية، فهي تتعلم بالامتحان الحكومي نفسه، فهذه الامتحانات ستتغير، لن تقدّم نفس النماذج لكل الطلاب من اليوم، وترتيب الاسئلة سيتغيّر، وسيمتحن الطلاب عبر الحواسيب، والمراقبة ستكون أشد.
امتحان عملي
وأضاف البروفيسور يتسيف: أمر جديد لا يقل اهمية سنضيفه، وهو الجزء العملي العلاجي من الامتحان، فكل طالب لم يتعلم بشكل عملي وتطبيقي، لن ينجح في هذا الامتحان، وسننشر النتائج وفق كل كليّة وكلية.
أما عن الاطباء الذين نجحوا وباشروا بالعمل، فيقول البروفيسور يتسيف: لم نفحص كل من تعلم في ارمينيا، الأمر معقد، ولا اعرف اذا كنا سنتمكن من التحقيق، علينا التفكير بهذا مع المستشار القضائي لوزارتنا.
[email protected]
أضف تعليق